responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 122

أنه قد عبّر عنه. و المعاني هي الأصول و هي الاعتقاد الذي أول ما يتصوّر في النفس، و الألفاظ هيولى لها. و المعاني كالنفوس، و الألفاظ كالأجسام.

و المعاني كالأرواح، و الحروف كالأبدان.

فصل‌

ثم اعلم أن الهيولى إذا قبلت آثار النفس قبولا تامّا، ظهرت أفعال النفس في الغرض و المراد مضيئة بهيئتها؛ و إن عجزت عن القبول، كانت دون ذلك. و كذلك الألفاظ إن قبلت التأدية عن المعاني ببلاغة، فهمت المعاني و لاحت دلائلها بغير تطويل و لا إسهاب؛ و إن عجزت الألفاظ عن تلك التأدية، احتاجت إلى التطويل. و التطويل ذهاب البلاغة، و التقصير هو ضعف الدلالة و الحجة. و في الناس من يجول في قلبه المعنى الصحيح فيعبّر عنه باللفظ الركيك، فيحيله عن معناه و إن لم يرد الإحالة و لكنه عجز في اللفظ، فيصير اللفظ غير مؤدّ عن المعنى، لا لعجز المعنى، و لكن لعجز اللفظ، كما أن الطبيعة تفعل أشياء، فتعجز عنها الهيولى القابلة، فتنقص عن الكمال، لا لعجز الطبيعة، بل لعجز الهيولى. فتأمّل هذا الكلام فإنه من الأسرار العجيبة و الرموز الدقيقة و المعاني الغامضة و فيه غرض غامض.

و أنت أيها الأخ ينبغي لك أن تراجع نفسك النائمة الساهية. فانتبه من نوم غفلتك، و أنعم النظر في جميع ما قلناه، و افهم جميع ما بيّنّاه من الإشارات و الرموزات، و لا تظن بنا ظن السوء، لأن إفشاء سرّ الربوبية كفر.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست