responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 116

و أحيا نفسا، كان أكثر صوتا و أدوم كلاما في عموم الأوقات. و ما كان دون ذلك، كان بحسب ما فيه، و ما هو مجبول عليه.

و بالجملة إن الصوت الحادث بحركة نفسانية حيوانية فهو مخصوص به الحيوان. و أما ما يسمع من الأصوات من غير الحيوان، فإنما يقال له قرع و وقع و طنين و صفير و زمير و نقر و دقّ و قعقعة، كصوت البوق و ضرب الدفّ و الطبول و الدبادب و ما شاكل ذلك.

فهذه المثالات لهذه الأصوات مخصوصة بما يحدث من حركات الأجساد الصامتة التي لا يحدث صوت و حسّ عنها إلّا بمحرّك من غير جنسها يرفعها و يضعها و ينقرها و يقرع بعضها ببعض. فالمحرّك لها إما بعمد و قصد كالإنسان فيما يتخذه من هذه الآلات للتصويت بالحركة، أو كحيوان يحدث ذلك بغير قصد، كاحتكاك الدابّة بالباب و دفعها للإناء و غيره، فيحدث من تلك الحركة و ذلك الدفع صوت. أو من حركة الرياح و الهواء للأجساد و النبات و الأشجار، و حفيف أوراقها، و احتكاك قضبانها، و سلوك الهواء بينها، و سريانه بين الحيطان و البنيان، و خرقه منافذ الجبال و الغدران و الكهوف، فيحدث منه أنواع الصفير و التصويت. و ما يحدث من أصوات حوادث الجو ما قد ذكرناه مثل ما يحدث من حركات المياه، إذا انحدرت و تدافعت من أعلى الجبال إلى بطون الأودية، و مثل أصوات الدواليب و الأرحية و الطواحين و المجاذيف، و جريان السفن في البحر، و جري العجل في البر.

و كل ماء إذا تحرك أو تصرّف فيه المحرّك ظهر منه الصوت و قرع الهواء.

فهذه كلها أصوات، فما كان منها عن أجسام الحيوان قيل: أصوات و نغمات. و ما كان منها عن حركة الهواء قيل: صفير و زمير. و ما كان عن حركة الماء قيل: دويّ و خرير و أمواج. و ما كان من المعدنيات و الأحجار و الخشب قيل: وقع و طنين و نقرة و ما شاكل ذلك. و ما كان من جهة

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست