responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 101

و جريح و صريع، إذا أردت المفعول، و كريم و رحيم و عليم، إذا أردت الفاعل.

و كذلك تجدها في حكم الطبيعة أن الرياح هي الملقحة للشجرة و غيرها، فقد تبيّن إذا كيف يكون ذلك من الممازجة و الاختلاط، و بطل أن يكون من غير ممازجة. و قولنا نكاحا طبيعيّا إنما هو على المجاز يعني به امتزاج الطبائع بعضها ببعض. فقد أقمنا الدليل على أنه لا حيوان إلّا من نكاح، و لا صوت عرضيّ إلّا من جوهر، ثم نرجع إلى الأصل في الأصوات.

فصل‌

ثم اعلم أن الأصوات على ضربين: مفهومة و غير مفهومة. فالمفهومة هي الأصوات الحيوانية، و غير المفهومة أصوات سائر الأجسام مثل الحجر و المدر[1] و سائر المعدنيات. و الحيوانات أيضا على ضربين: منطقية و غير منطقية. فغير المنطقية هي أصوات الحيوانات غير الناطقة، و هي نغمات تسمّى أصواتا و لا تسمّى منطقا لأن النّطق لا يكون إلّا في صوت يخرج من مخرج يمكن تقطيعه بالحروف التي إذا خرجت عن صفة الحروف، أمكن اللسان الصحيح نظمها و ترتيبها و وزنها، فتخرج مفهومة باللغة المتعارفة بين أهلها، فيكون بذلك النّطق الأمر و النهي و الأخذ و الإعطاء و البيع و الشّراء و التوكيل و ما شاكل ذلك من الأمور المخصوصة بالإنسان دون الحيوان. فهذا فرق ما بين الصوت و النطق.

فأما مخارجها من سائر الحيوان فإنها من الرّئة إلى الصدر. ثم إلى الحلق،


[1] -المدر: قطع الطين اليابس.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست