responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 102

ثم إلى الفم، ثم يخرج من الفم شكل على قدر عظم الحيوان و قوّة رئته وسعة شدقه، و كلما اتسع الحلقوم و انفرج الفكّان و عظمت الرئة، زاد صوت ذلك الحيوان على قدر قوته و ضعفه.

و أما الأصوات الحادثة من الحيوان الذي لا رئة له مثل الزنابير و الجنادب و الصّرصر و الجدجد[1] و ما أشبه ذلك من الحيوانات، فإنه يستقبل الهواء ناشرا جناحيه، فاتحا فاه، و يصدم الهواء، فيحدث منه طنين و رنين يشبه صوتا.

و أما الحيوان الأخرس كالحيات و الديدان و ما يجري هذا المجرى، فإنه لا رئة له، و ما لا رئة له لا صوت له.

و أما الحيوان الإنسيّ فأصواته على نوعين: دالّة و غير دالة. فأما غير الدالّة فهي صوت لا هجاء له و لا يتقطع بحروف متميّزة يفهم منها شي‌ء مثل البكاء و الضحك و السّعال و الأنين و ما أشبه ذلك. و أما الدالة فهي كالكلام و الأقاويل التي لها هجاء في أي لغة كانت و بأي لفظ قيلت.

و كل هذه الأصوات مفهومها و غير مفهومها، حيوانها و غير حيوانها، إنما هي قرع يحدث في الهواء من تصادم الأجرام و عصر حلقوم الحيوان.

و ذلك أن الهواء، لشدة لطافته و صفاء جوهره و سرعة حركة أجزائه، يتخلّل الأجسام كلها و يسري فيها و يصل إليها و يحرّك بعضها إلى بعض. فإذا صدم جسم جسما، انسلّ ذلك الهواء من بينهما، و تدافع و تموّج إلى جميع الجهات، و حدث من حركته شكل كرويّ يتسع كما تتسع القارورة من نفخ الزجاج. و كلما اتسع ذلك الشكل، ضعفت قوة ذلك الصوت إلى أن يسكن. و مثال ذلك إذا رميت في الماء الهادئ، الواقف في مكان واسع، حجرا، فيحدث في ذلك الماء دائرة من موضع وقع الحجر، فلا تزال‌


[1] -الجدجد: طويئر شبه الجراد.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست