responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 100

الحيوان على ضربين «نتاج و تكوين» فالنتاج من مماسّة الأجسام الحيوانية بعضها لبعض، و قد ذكرنا في رسالة الحيوانات المتكوّن منها بغير مماسّة ما هو من امتزاج الطبائع بعضها ببعض، و هو النكاح الأول و هو الأصل. فإذا امتزجت الطبائع و نكحت بعضها بعضا نكاحا طبيعيّا، أخذت القوّة المنفعلة عن القوّة الفاعلة بمقدار هيولى ذلك المكان، و ما في هيئات ذلك الزمان مما يسهل قبوله، فيحدث من بينهما حيوان. و الدليل على ذلك أن ما فيه طبيعة واحدة لا يحدث منه حيوان، و سائر الأجسام الصلبة لا يوجد فيها حيوان لامتناع الهواء أن يتخلّلها. و كلّ مكان لا يدخله الهواء لا يوجد فيه حيوان، و إنما الهواء يجمع بين قوى الطبائع و يؤلّف بينها و يحرّكها حركة الاختلاط و الامتزاج، و يكسبها النّداوة و العفونة و التحليل و التركيب، و يكوّن الحرارة فيلقح ذلك المكان و يقبل العفونة من الهواء، فتتحد الطبيعة بالطبيعة و تختلط القوّتان فيكون البخار الحار اليابس كالذكر، و البارد الرّطب كالأنثى، و اجتماعهما كالنّكاح، فيحدث من بينهما حيوان. و قد ذكر اللّه تعالى ذلك في القرآن إذ يقول: «وَ أَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ» الرياح هاهنا فاعلة، و الأصل في هذه الكلمة موضوعها في اللغة العربية على ما أجمع عليه النّحويّون ملاقح‌[1] فيصير هاهنا على القلب و التبديل. و العرب تقلب الشي‌ء إلى الشي‌ء، و تبدل و تقدّم إذا كان المعنى مفهوما، و كان المخاطب به يفهم من المخاطب. و الدليل على أنها ملاقح قولهم في اللغة لقحت الأرض و النّخلة فهي لاقحة، و الجمع لواقح، فجعل لفظة الفاعل هاهنا لفظة المفعول على القلب كما قال تعالى: «ماءٍ دافِقٍ» و إنما هو مدفوق، لأن الرباعيّ الذي اسم الفاعل منه مفعل و الثلاثيّ الذي اسم المفعول منه فعيل، و قد يكون الفعيل مرّة للفاعل و مرّة للمفعول، و المعنى يدلّ عليه، كقولك: قتيل‌


[1] -الملاقح: الفحول التي تلقح الاناث، واحدها ملقح.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست