responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 59

في زمان واحد، لأن الكون هو حصول الصورة في الهيولى، و الفساد هو انخلاعها منها؛ فإذا فسد شي‌ء منها فلا بدّ أن يتكوّن شي‌ء آخر، لأن الهيولى إذا انتزعت منها صورة ألبست أخرى. فإن كانت التي ألبست أشرف سمّي كونا، و إن كانت أدون سمّي فسادا. مثال ذلك أن يصير التراب و الماء نباتا، و يصير النبات حبّا و ثمارا، و الثمار و الحبّ يصيران غذاء، و الغذاء يصير دما و لحما و عظما، فيكون من ذلك حيوان. و الفساد أن يحترق النبات فيصير رمادا، و يموت الحيوان فيصير ترابا.

و اعلم يا أخي أن جسدك، الذي تختصّ به نفسك، أحد الكائنات الفاسدات، و ما هو بالنسبة إلى نفسك إلّا كدار سكنت، أو كلباس ألبس، فلا تكوننّ كلّ همّتك و أكثر عنايتك بتزويق هذه الدار، و تطرية هذا اللباس، فإنك تعلم بأن كل مسكن يخرب، و كلّ لباس لا بد أن يبلى. و لكن اجعل بعض أوقاتك للنظر في أمر نفسك، و طلب معرفة جوهرها، و مبدئها و معادها، فإنها جوهرة خالدة أبدية الوجود، و لكن تنتقل لها حال بعد حال كما قيل:

اجهد على النفس و استكمل فضائلها،

فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان‌

ا روي في الخبر أن ابن أبي طالب، صلوات اللّه عليه، قال في خطبة له: إنما خلقتم للأبد، و لكن من دار إلى دار تنقلون، من الأصلاب إلى الأرحام، و من الأرحام إلى الدّنيا، و من الدّنيا إلى البرزخ، و من البرزخ إلى الجنة أو إلى النار.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست