responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 474

فصل‌

ثم اعلم يا أخي بأن الحيوانات أنواع كثيرة و لكل نوع منها خاصيّة دون غيره، و الإنسان يشاركها كلها في خواصها، و لكن لها خاصيّتين تعمّانها كلها، و هما طلبها المنافع و فرارها من المضار. و لكن منها ما يطلب المنافع بالقهر و الغلبة كالسباع، و منها ما يطلب المنافع بالبصبصة كالكلب و السّنّور، و منها ما يطلبها بالحيلة كالعنكبوت، و كل ذلك يوجد في الإنسان. و ذلك أن الملوك و السلاطين يطلبون المنافع بالغلبة، و المكدّون‌[1] بالسؤال و التواضع، و الصّنّاع و التّجار بالحيلة و الرّفق، و كلها تهرب من المضارّ و العدو، و لكن بعضها يدفع العدو عن نفسه بالقتال و القهر و الغلبة كالسباع؛ و بعضها بالفرار كالأرانب و الظباء؛ و بعضها يدفع بالسلاح و الجواشن‌[2] كالقنفد و السلحفاة؛ و بعضها بالتحصن في الأرض كالفأر و الهوامّ و الحيات.

و هذه كلها توجد في الإنسان. و ذلك أنه يدفع عن نفسه العدو بالقهر و الغلبة، فإن خاف على نفسه لبس السلاح، و إن لم يطقه نفر منه، فإن لم يقدر على الفرار تحصن بالحصون. و ربما يدفع الإنسان عدوه بالحيلة كما احتال الغراب على البوم في كتاب كليلة و دمنة. و أما مشاركة الإنسان للكائنات في خواصّها، فاعلم، يا أخي، أيّدك اللّه و إيانا بروح منه، أن لكل نوع من أنواع الحيوانات خاصيّة هي مطبوعة عليها، و كلها توجد في الإنسان، و ذلك أنه يكون شجاعا كالأسد، و جبانا كالأرنب، و سخيّا كالديك، و بخيلا كالكلب، و عفيفا كالسمك، و فخورا كالغراب، و وحشيّا كالنمر، و إنسيّا كالحمام، و محتالا كالثعلب، و مسالما كالغنم، و سريعا كالغزال، و بطيئا


[1] -المكدون: المتسولون.

[2] -الجواشن: الدروع.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 474
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست