كالدّب، و عزيزا كالفيل، و ذليلا كالجمل، و
لصّا كالعقعق[1]، و تائها كالطاوس،
و هاديا كالقطاة، و ضالّا كالنعامة، و ماهرا كالنحل، و شديدا كالتّنّين، و مهيبا
كالعنكبوت، و حليما كالحمل، و حقودا كالحمار، و كدودا كالثور، و شموسا كالبغل، و
أخرس كالحوت، و منطقيّا كالهزاردستان و الببغاء، و مستحلّا كالذئب، و مباركا
كالطّيطوى[2]، و مضرّا
كالفأر، و جهولا كالخنزير، و مشوما كالبوم، و نفّاعا كالنحل.
و بالجملة ما من حيوان، و لا معادن، و لا نبات، و لا ركن، و لا فلك،
و لا كوكب، و لا برج، و لا موجود من الموجودات له خاصيّة إلّا و هي توجد في
الإنسان، أو مثالاتها كما بيّنا قبل من كل شيء طرفا. و هذه الأشياء التي ذكرنا في
أمر الإنسان لا توجد في شيء من أنواع الموجودات التي في هذا العالم إلّا في
الإنسان.
فمن أجل ذلك قالت الحكماء إن الإنسان وحده بعد كل كثرة، كما أن
الباري، جل ثناؤه، وحده قبل كل كثرة. و من أجل ما عددنا من عجائب تركيب جسد
الإنسان، و غرائب تصاريف نفسه، و ما يظهر من جملة بنيته من الصنائع و العلوم و
الأخلاق و الآراء و الطرائق و المذاهب و الأعمال و الأفعال و الأقاويل و التأثيرات
الجسمانية و الروحانية، سمّوه عالما صغيرا.
فصل
فانظر، يا أخي، إلى هذا الهيكل المبني بالحكمة، و تأمّل هذا الكتاب المملوء
من العلوم، و تفكر في هذا الصّراط المستقيم الممدود بين الجنّة و النّار، فلعلّك
أن توفّق للخيرات عليه، و الممرّ على الصّراط المستقيم. و تأمّل هذا