responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 448

و الشجاعة، و المواهب و الطلب و العطاء، و الإقدام و الحميّة، و الإنصاف و العزة. و بالجملة كل خصلة و خلق و سجية لا بد منها لساسة الأمور، و قادة الجيوش، و رعاة الجماعات، و مدبّري الملك و الناموس جميعا، و تشاركه سائر الكواكب في التدبير، كلّ واحد سبع هذه المدة، فتمتزج طبائعها، و تتحد قواها، و تظهر أفعالها مشاركة لسائر الكواكب، لا يعلم تفصيل ذلك إلّا اللّه و الراسخون في علم النجوم، و قليل ما هم.

ثم يصير المولود في تدبير المشتري اثنتي عشرة سنة، و هو صاحب الدين و الورع، و التوبة و الندامة، و الزهد و العبادة، و الرجوع إلى اللّه، جل ثناؤه، بالصوم و الصلاة، و الصدقة و الاستغفار، و طلب الآخرة و الرغبة فيها، و التزود للرحلة من هذه الدار الفانية إلى دار القرار الباقية. و يشاركه سائر الكواكب، كلّ واحد سبع هذه المدة، فتمتزج طبائعها، و تتحد قواها، و ربما ظهرت أفعالها متناقضة من أجل القوى المتضادة. و ذلك أن الإنسان العاقل ربما حصل في هذه المدة متجاذبا بين أمرين اثنين متضادّين، و ذلك أن الزّهرة إذا استوت بدلالتها بشركة المرّيخ على أحوال المولود، دلت له على الرغبة في الدنيا، و الحرص على شهواتها و لذاتها، فيزيده المرّيخ قوة و نشاطا، و عطارد لطفا و رفقا و حيلة، و زحل ثباتا و وقوفا و صبرا، و القمر زيادة و نموّا، و الشمس عزّا و رفعة؛ و بالضد من هذه كلها. أما المشتري و طباعه، إذا استولى على الإنسان العاقل بدلالته بشركة زحل على أحوال المولود، دلّ له على الزهد في الدنيا، و قلّة الرغبة في شهواتها و لذاتها، و شدة الرغبة في الآخرة، و الحرص على طلبها، و يزيده المرّيخ قوة و نشاطا في الطلب، و يزيده عطارد لطفا و رفقا و حيلة، و تزيده الزّهرة رغبة و شهوة و استحسانا و تزيينا، و يزيده زحل صبرا في العبادة و ثباتا على التوبة، و تزيده الشمس نورا و هداية و كبر نفس و تسلية و تلطفا عن الدنيا الدنيّة، و يزيده القمر أتباعا و أعوانا على ما هو عليه.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 448
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست