و التعاليم و الآداب و التمييز و الفهم، و
تشاركه في التدبير سائر الكواكب، كلّ واحد سبع هذه المدة. و كلّما ما انتهى
التدبير إلى واحد منها، ظهرت في المولود الأخلاق و الأفعال المشاكلة لتلك القوى
التي انعجنت و امتزجت و انغرست في جبلته في الرّحم و هو جنين، كما يظهر زهر النبات
و حبوبها و نور الشجر و ثمارها و روائحها و ألوانها و طعومها عند بلوغها و تمامها
و كمالها و نضجها، بحسب ما في طباعها و أشباحها.
ثم يصير المولود في تدبير الزّهرة ثماني سنوات، و هي صاحبة الحسن و
الزينة و الشهوات و اللذة و الرغبة في النّكاح و الحرص على السّفاح، و تشاركها في
التدبير سائر الكواكب، كلّ واحد منها سبع هذه المدة، فيظهر من المولود في هذه
المدة الرّغبة في التزوج و النّكاح، و طلب الشهوات و التمتع باللذات، و محبة
الزينة و الحسن و الجمال، و الحرص على جمع الأموال، و اتخاذ المنازل و الدار و
الدّكّان و الضّيعة و البستان، و المباهاة و المفاخرة مع الأتراب و الأقران باتخاذ
الجواري و الغلمان، و الانهماك في الشهوات إلى مدة ما.
ثم يصير في تدبير الشمس صاحبة العزّ و الرئاسة و التدبير و السياسة
عشر سنوات. و يظهر من المولود الكدخدائيّة في المنزل و تربية الأولاد، و تأديب
الأهل و الجيران، و مراعاة أمر الأقرباء و الإخوان و طلب العز و السلطان و الرفعة
و العلو و الشرف في المنزلة و ما شاكل ذلك. و هذه الخصال و الأخلاق و الأفعال التي
يحتاج إليها الملوك و الرؤساء، و دهاقنة[1]
القرى، و ساسة الجماعات، و تشاركها في التدبير سائر الكواكب، كلّ واحد سبع هذه
المدة.
ثم يصير في تدبير المرّيخ سبع سنوات، و هو صاحب الحزم و العزم