responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 426

قوى روحانياته، فيربو لحم الجنين حينئذ، و تسمن جثته، و تنصب قامته، و تشتد أعضاؤه، و تصلب مفاصله، و تقوى حركته، و يحس بضيق مكانه، و يطلب التنقل و الخروج. فإن قدّر له ذلك بما يوجب أحكام النجوم بأسباب يطول شرحها و خروجها على المجرى الطبيعي، و كان الجنين كاملا عاش و تربى و عمّر. و إن بقي هناك إلى أن يدخل الشهر الثامن، و تدخل الشمس بيت الموت، و يرجع التدبير إلى زحل من الرأس، فتستولي عليه قوى روحانياته، عرض للجنين ثقل و سكون، و غلب عليه البرد و النوم و قلة الحركة. فإن ولد في هذا الشهر كان بطي‌ء النشوء، ثقيل الحركة، قليل العمر، و ربما كان ميتا. و إذا دخل الشهر التاسع و انتقلت الشمس إلى البرج التاسع بيت النّقلة و الأسفار، و رجع التدبير إلى المشتري السعد الأكبر، و استولت عليه قوى روحانياته، و اعتدل المزاج و قويت روح الحياة، ظهرت أفعال النفس الحيوانية في الجسد، لأن الشمس تكون قد استوفت طبائع البروج المثلّثات: النارية و المائية و الهوائية و الترابية مرتين في الثمانية الأشهر.

و قد سارت الشمس في فلك البروج مائتين و أربعين درجة، و هذه المسافة مقدار ما بين بيتها إلى شرفها التاسع من بينها المنفقين في طبيعة واحدة، و تكون أيضا في هذه المدة قد قبلت طبيعة الجنين قوى روحانيات الكواكب المنحطة من الفلك مرتين بمسير الشمس في البروج المثلثات، مرة إلى البرج الخامس، و مرة إلى البرج التاسع، كما تقدم ذكرها، و يبقى مرة أخرى، كما نبين بعد هذا الفصل. و يكون الذي يبقى للشمس، إلى أن تعود إلى الدرجة التي كانت فيها وقت مسقط النّطفة، أربعة أبراج و مائة و عشرين درجة إلى تمام الدور.

فإذا خرج الجنين بعد ثمانية أشهر، استأنف العمر في الدنيا لكل درجة سنة، الذي هو العمر الطبيعي، و هو المقدار الذي بقي للشمس إلى أن تعود إلى الدرجة التي كانت فيها يوم مسقط النّطفة، ليستوفي الإنسان طبائع البروج مرة ثالثة حتى يتمّ و يكمل.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 426
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست