آخر البرج الرابع، و قد قطعت من الفلك ثلث
الدور، و هو من المسافة بمقدار ما بين شرفها إلى بيتها، تكون قد استوفت طبائع
البروج النارية و الترابية و الهوائية و المائية. و عند ذلك تكون قد اختلطت
الطبائع من الأركان الأربعة في تركيب بنية الجنين، و اعتدل المزاج و انتقشت
الصورة، و أنشئت الخلقة، و ظهرت أشكال العظام، و ركّبت المفاصل، و تهندم التركيب،
و التفّت الأعصاب على المفاصل، و امتدت العروق في خلل اللحم، و ظهرت البنية محلّقة[1] غير مخلّقة[2].
فصل في كيفية الجنين في الشهر الخامس
اعلم يا أخي بأنه إذا دخل الشهر الخامس، و سارت الشمس إلى البرج
الخامس المسمى بيت الولد، الموافق طبيعته للبرج الذي كان فيه يوم مسقط النطفة، و
صار التدبير للزّهرة الساعد الأصغر، و صاحبة النقش و التصاوير، و استولى على
المخلّقة قوى روحانياتها، استتمت الخلقة، و استكملت البنية، و ظهرت صورة الأعضاء،
و استبان رسم العينين، و انشق المنخران، و انفتح الفم، و ثقب الأذنين، و مجرى
السبيلين، و تميزت المفاصل، و لكن الجنين يكون مجموعا منظما، منقبضا كأنه مصرور في
صرّة، ركبتاه مجموعتان إلى صدره، و مرفقاه منضمان إلى حقويه، و هو منكّس رأسه على
دفّته[3] و على
ركبتيه، و كفاه على خديه، و هو شبه نائم محزون.