responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 367

الهزار داستان، قال: صدق أيها الملك فيما قال، و لكن نحن و إن كانت صورنا مختلفة كثيرة، فنفوسنا واحدة، و هؤلاء الإنس، و إن كانت صورتهم واحدة، فإن نفوسهم كثيرة مختلفة.

قال الملك: و ما الدليل على أن نفوسهم كثيرة مختلفة؟

قال: كثرة آرائهم، و اختلاف مذاهبهم، و فنون دياناتهم، و ذلك أنك تجد فيهم اليهود و النصارى و الصابئين و المجوس و المشركين، و من عبدة الأصنام و النيران و الشمس و القمر و النجوم و الكواكب و غيرها، و تجد أيضا أهل الدين الواحد مختلفي المذاهب و الآراء مثل سامريّ و غيابيّ و جالوتي و نسطوري و يعقوبي و ملكاني و شنوي و مانوي و خرّمي و مزدكي و ديصانيّ و بهرمي و شمسي و خارجي و رافضي و ناصبي و قدري و جهمي و معتزلي و سني و جبريّ، و ما شاكل هذه المذاهب التي يكفّر أهلها بعضهم بعضا، و يلعن بعضهم بعضا، و يقتل بعضهم بعضا. و نحن من هذه كلها برآء، مذهبنا واحد، و اعتقادنا واحد، و كلنا موحّدون مؤمنون مسلمون، غير مشركين و لا منافقين، و لا فاسقين و لا مرتابين، و لا شاكّين و لا متحيّرين، و لا ضالّين و لا مضلّين. نعرف ربنا و خالقنا و رازقنا و محيينا و مميتنا، فنسبّحه و نهلله و نقدسه و نكبّره بكرة و عشيّا، و لكن هؤلاء الأناس لا يفقهون تسبيحهم.

فقال الإنسي الفارسي: نحن أيضا كذلك، إن ربنا واحد، و إلهنا و خالقنا و رازقنا واحد، و محيينا و مميتنا واحد، لا شريك له.

فقال الملك: فلم تختلفون في الآراء و المذاهب و الديانات و الرب واحد؟

قال: لأن الديانات و الآراء و المذاهب إنما هي طرق و مسالك و محاريب و وسائل، و المقصود واحد. من أي الجهات توجّهنا فثمّ وجه اللّه.

قال: فلم يقتل بعضكم بعضا، إذا كانت الديانات كلها قصدها واحد، و هو التوجه إلى اللّه؟

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 367
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست