responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 366

ألذّ ما يأكلون العسل الذي هو بصاق أضعف الحيوانات الصغيرة الجثة، الضعيفة البنية، الشريفة النفس، الحاذقة في الصنعة، و أحسن ما يوقدون في مجالسهم الشمع الذي هو فضلة من فضالة النحل. و جعل أيضا أفخر ما يتزينون به الدّرّ الذي يخرج من جوف هذه الدودة الصغيرة الجثة، الشريفة النفس، ليكون دلالة على حكمة الصانع الخالق الحكيم، ليزدادوا به معرفة، و لنعمائه شكرا، و في مصنوعاته فكرة و اعتبارا. ثم هم مع هذه كلها معرضون غافلون ساهون لاهون طاغون باغون، و في طغيانهم يترددون، لإنعامه كافرون، و لآلائه جاحدون، و لصنعته منكرون، و على ضعفاء الخلق مفتخرون متعدّون جائرون ظالمون.

فلما فرغ الصرصر، و هو زعيم الهوامّ، من كلامه، قال الملك: بارك اللّه فيك من حكيم ما أبلغك، و من متقن ما أحكمك، و من خطيب ما أفصحك، و من موحّد ما أعرفك بربك، و من ذاكر شاكر لإنعامه ما أفضلك!

فصل‌

ثم قال الملك للإنسي: قد سمعتم ما قال، و فهمتم ما أجاب، فهل عندكم شي‌ء آخر؟

قال: نعم، خصال و مناقب تدل على أنهم عبيدنا، و نحن أرباب.

قال: و ما هي، اذكرها.

قال: وحدانية صورتنا، و كثرة صورها، و اختلاف أشكالها، فإن الرئاسة و الربوبية بالوحدة أشبه، و العبودية بالكثرة أشبه.

فقال الملك للجماعة: ما ذا ترون فيما قال و ذكر؟

فأطرقت الجماعة ساعة مفكرة فيما قال. ثم تلكم زعيم الطيور، و هو

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست