و يتعوّج و يلتفّ. و منها ما يجاور بعضه
بعضا في منابته و يزدحم. و منها ما ينفرد و لا ينبت تحتها معها غيرها. و من النبات
و الشجر ما ورقه و ثمرته متناسبات في الكبر، و اللون، و الشكل، و اللمس، كالأترجّ[1]، و النارنج[2]،
و الليمون، و الكمثرى[3]، و
التفاح، و ما شاكلها. و من النبات و الشجر ما ثمرته و حبّه غير مناسب لورقه في
الكبر مثل شجر الرّمّان، و التّين، و العنب، و الجوز، و النخل و غيرها مما شاكلها،
و ذلك أن شجرة الأترجّ المدحرج الشكل، ثمرها أخضر اللون ليّن اللّمس مناسب لورقه،
و النارنج مستدير الشكل مناسب لورقة شجره، و الكمثرى مخروط الشكل و كذلك ورقة
شجرته، و التفاح مستدير الشكل و كذلك ورقة شجرته، و أما ثمرة الرمان فغير مناسبة
في الكبر لورقة شجرتها، و كذلك التين و العنب و غيرهما. و على هذا القياس حكم حبوب
النبات و بذورها، منها ما هو مناسب، و منها ما هو غير مناسب، كلّ ذلك لعلل و أسباب
و مآرب.
فصل في بيان أجناس النبات من جهة الأماكن
و اعلم يا أخي بأن من النبات ما ينبت في البراري و القفار، و منه ما
ينبت على رءوس الجبال، و منه على شطوط الأنهار و سواحل البحار، و منه ما ينبت في
الآجام و الغياض، و منه ما يزرعه الناس و يغرسونه في القرى و السّوادات و البساتين
و الأفرجة.
و اعلم يا أخي بأن أكثر النبات ينبت على وجه الأرض، إلّا القليل منه،
[1] -الأترج: ثمر من جنس الليمون تسميه العامة الكبّاد.
[2] -النارنج: ضرب من الليمون تسمية العامة ليمون
بوصفير.