فإنه ينبت تحت الماء كقصب السكّر، و الأرزّ،
و النّيلوفر[1] و أنواع
من العكش[2].
و من النبات من ينبت على وجه الماء كالطّحلب، و منه ما ينسج على
الشجر، و النبات كالكشوثى[3] و
اللّبلاب، و منه ما ينبت على وجه الصّخور كخضراء الدّمن[4].
و من النبات ما لا ينبت إلّا في البلدان الدفيئة؛ و منه ما لا ينبت
إلّا في البلدان الباردة؛ و منه ما لا ينبت إلّا في التربة الطيّبة؛ و منه ما لا
ينبت إلّا في الرمال و بين الحصى و الحجارة و الصخور و الأرض اليابسة؛ و منه ما لا
ينبت إلّا في الأراضي السّبخة[5] المشورجة.
فصل في اختلاف النبات من جهة الأزمان
اعلم بأن أكثر العشب و الكلإ و الحشائش ينبت في أيام الربيع لاعتدال
الزمان و طيب الهواء و كثرة الأمطار المتقدمة في الشتاء. و أما الذي ينبت منها في
الفصول الثلاثة فهي قليلة. فمنها ما يزرعها الناس و يتعهّدونها بالسّقي كالحنطة و
الشعير و الباقلّاء[6] و العدس و
غيرها مما يزرع في الخريف و يحصد في الربيع. و منها ما يزرع في الشتاء و يدرك في
الربيع كالقثّاء و الخيار و الباذنجان.
[1] -النيلوفر: ضرب من الرياحين، ينبت في المياه
الراكدة، له أصل كالجزر و ساق أملس، إذا بلغ زهره سقط عن رأسه ثمر داخله بزر أسود.