responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 112

الأحجار عند الحكّ أكلا، و تليّنها و تجعلها ملسا؛ و مثل طبيعة الأسرب الوسخ الذي يفتّت الماس القاهر لسائر الأحجار الصلبة، و ذلك أن الماس لا يقهره شي‌ء من الأحجار و هو قاهر لها كلّها، لو أنه ترك على السّندان و طرق بالمطرقة لدخل في أحدهما و لم ينكسر، و إن جعل بين صفحتين من أسرب و ضغط عليهما تفتت. و مثل طبيعة الزّئبق التيّار[1] الرطب القليل الصبر على حرارة النار، إذا طليت به الأحجار المعدنية الصلبة مثل الذّهب و النحاس و الفضة، أوهنها و أرخاها، حتى يمكن أن تكسر بأسهل سعي و تفتت قطعا قطعا، و مثل الكبريت المنتن الرائحة، المسوّد للأحجار النيّرة البرّاقة، المذهب لألوانها و أصباغها، يمكّن النار منها، حتى تحترق في أسرع مدة. و العلّة في ذلك أن في الكبريت رطوبة دهنيّة لزجة جامدة، فإذا أصابته حرارة النار، ذاب و التصق بأجساد الأحجار و مازجها، فإذا تمكّنت النار فيه احترق و أحرق معه تلك الأجسام، ياقوتا كانت أم ذهبا أم غيرهما.

و أما الطبيعة التي تزيّن طبيعة أخرى و تنوّرها فمثل النوشادر الذي يغوص في قعر الأحجار و يغسلها من الوسخ.

و أما الطبيعة التي تعين طبيعة أخرى فمثل البورق الذي يعين النار على سرعة سبك هذه الأحجار المعدنيّة، الترابيّة، و مثل الزاجات و الشّبوب التي تجلوها و تنوّرها و تصبغها، و مثل المسينا[2] و القلى‌[3] المعينان على سبك الرمل و تصفيته، حتى يكون زجاجا شفافا. و على هذا القياس و المثال حكم سائر الأحجار المعدنية في تأثيرات بعضها في بعض. فأما تأثيراتها في أجسام الحيوان فقد ذكر ذلك في كتب الأدوية و الطبّ و العقاقير.


[1] -التيار: السريع الحركة و الجري.

[2] -المينا: جوهر الزجاج

[3] -القلى و القلي: شي‌ء يتخذ من حريق الحمض، و الحمض ما ملح و أمرّ من النبات.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست