responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 111

في جذب الحديد، فإن هذين الحجرين، يابسين صلبين، بين طبيعتهما ألفة و اشتياق، فإنه إذا قرب الحديد من هذا الحجر حتى يشمّ رائحته، ذهب إليه و التصق به، و جذبه الحجر إلى نفسه، و مسكه كما يفعل العاشق بالمعشوق.

و هكذا يفعل الحجر الجاذب للحم، و الحجر الجاذب للشعر، و الحجر الجاذب للظّفر، و الحجر الجاذب للتّبن. و على هذا القياس ما من حجر من الأحجار المعدنيّة إلّا و بين طبيعته و بين طبيعة شي‌ء آخر ألفة و اشتياق، عرف الناس ذلك أم لم يعرفوه.

و اعلم أن مثل مقابلة أفعال هذه الأحجار بعضها في بعض يكون مثل تأثيرات الدواء في العضو العليل، و ذلك أن من خاصّيّة كل عضو عليل اشتياقا إلى طبيعة الدواء المضادّ لطبيعة العلّة التي به، فإذا حصل الدواء بالقرب من العضو العليل، أحسّ به، و جذبته القوة الجاذبة إلى ذلك العضو، و أمسكته الماسكة، و استعان بالقوة المدبّرة بطبيعة الدواء على دفع طبيعة العلّة المؤلمة، و قويت عليها و غلبتها، و دفعتها عن العضو العليل، كما يستعين و يدفع المحارب و المخاصم بقوّة من يعينه على خصمه و عدوّه، في دفعه عن نفسه. و هذه من إتقان حكمة اللّه، جلّ جلاله، و عجيب صنعه، و لطيف تدبيره بخلقه من الحيوان، و حسن سياسته له، إذ جعل لكلّ داء و عارض دواء شافيا، ثم ألهمه إياه، كما ذكر اللّه تعالى حكاية عن موسى، 7، لما قال له فرعون و لأخيه هارون: «فمن ربّكما يا موسى؟ قال: ربّنا الذي أعطى كلّ شي‌ء خلقه ثم هدى.» يعني خلقه و صوّره و عرّفه منافعه و مضارّه، و قوّاه و أعانه و حفظه و رعاه و دبّره و ساسه كما شاء و كيف شاء، فتبارك اللّه أحسن الخالقين.

و أما الطبيعة التي تقهر طبيعة أخرى فمثل طبيعة السّنباذج‌[1] التي تأكل‌


[1] -السنباذج: حجر يجلو به الصيقل السيوف.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست