أخرى ثلاثة أنواع: إمّا تامّا، و إمّا
زائدا، و إمّا ناقصا. فالتامّ هو كل عدد إذا جمعت أجزاؤه كانت الجملة مثله سواء
مثل ستة و ثمانية و عشرين و أربعمائة و ستة و تسعين و ثمانية آلاف و مائة و ثمانية
و عشرين، فان كلّ واحد من هذه الأعداد إذا جمعت أجزاؤه كانت الجملة مثله سواء. و
لا يوجد من هذا العدد إلا في كل مرتبة من مراتب العدد واحد كالستة في الآحاد، و
ثمانية و عشرين في العشرات، و أربعمائة و ستة و تسعين في المئات، و ثمانية آلاف و
مائة و ثمانية و عشرين في الالوف، و هذه صورتها: 6 28 496 8128 و أما العدد الزائد
فهو كلّ عدد إذا جمعت أجزاؤه كانت أكثر منه مثل الاثني عشر و العشرين و الستين و
أمثالها من العدد، و ذلك أن الاثني عشر نصفها ستة و ثلثها أربعة و ربعها ثلاثة و
سدسها اثنان و نصف سدسها واحد، فجملة هذه الأجزاء ستة عشر و هي أكثر من اثني عشر.
و أما العدد الناقص فهو كلّ عدد إذا جمعت أجزاؤه كانت أقل منه مثل أربعة و ثمانية
و عشرة و أمثالها من العدد، و ذلك أن الثمانية نصفها أربعة و ربعها اثنان و ثمنها
واحد، و جملتها تكون سبعة فهي أقلّ من الثمانية. و على هذا القياس حكم سائر
الأعداد الناقصة.
فصل في الأعداد المتحابّة
و اعلم يا أخي، أيدك اللّه و ايانا بروح منه، بأن العدد من جهة أخرى
ينقسم قسمين أحدهما يقال له أعداد متحابّة و هي كلّ عددين أحدهما زائد و الآخر
ناقص، و إذا جمعت أجزاء العدد الزائد كانت مساوية لجملة العدد الناقص، و إذا جمعت
أجزاء العدد الناقص كانت مساوية لجملة العدد الزائد، مثال ذلك مائتان و عشرون و هو
عدد زائد، و مائتان و أربعة و ثمانون و هو عدد ناقص، فاذا جمعت أجزاء مائتين و
عشرين كانت مساوية لمائتين و أربعة