عدّة قضبان، و على كل قضيب عدّة أوراق، و
تحت كل ورقة عدة أنوار[1] و ثمار، و
كلّ ثمرة لها طعم و لون و رائحة لا تشبه الأخرى. و أن مثل النفس إذا هي عرفت معاني
هذه العشرة الأجناس و تصوّرتها في ذاتها، و تأمّلت فنون تصاريفها، و ما تحتوي عليه
من المعلومات المختلفة الصّور، المفنّنة الهيئات، المتلوّنة الأصباغ، كمثل صاحب
ذلك البستان، إذا فتح بابه و نظر إلى ما فيه من الألوان و الأزهار، و اشتمّ من
روائح تلك الأنوار، و تناول من تلك الثمار، و تطعّم من تلك الطعوم، و تمتّع بنتائج
ذلك البستان، فاجتهد يا أخي في طلب العلوم و فنون الآداب، فإن العلوم بساتين
النّفوس، و فنون معانيها و فوائدها ألوان الثمار. و العلوم غذاء النّفس كما أن
الطّعام غذاء الجسد، و بها تكون حياتها و لذّة عيشها و سرورها و نعيمها بعد مفارقة
الجسد كما بيّنّا في رسالة المعاد.
وفّقك اللّه أيها الأخ البار الرحيم للسّداد و الرّشاد و جميع
إخواننا حيث كانوا في البلاد.
\*\*\*\*\*
تمّت الرسالة الحادية عشرة في المنطق
الفلسفي، و الحمد للّه ربّ العالمين، و الصلاة على نبيّه محمد و آله أجمعين.