و الكيفيّة الروحانية أربعة أنواع: الأخلاق
و العلوم و الآراء و الأعمال؛ و خاصيّة هذا الجنس الشّبيه و غير الشبيه، و المضاف
نوعان: النظير و غير النظير، فالنظير ما كان المضافان في الأسماء سواء، كالأخ و
الجار و الصديق، و غير النظير ما كان المضافان في الأسماء مختلفين، كالأب و الابن
و العبد و المولى و العلّة و المعلول و الأول و الآخر و النّصف و الضّعف و الأصغر
و الأكبر و كلّها في الإضافة معا. فأما ذواتها في الوجود فعلى وجهين، الوجه الأول
أن يكون أحدهما قبل الآخر كالأب و الابن و العلة و المعلول، و الآخر أن يكونا
موجودين قبل الإضافة، مثل العبد و المولى و الجار و الصديق، و جنس المضاف إذا
أضيفت إدارته دخل باقي الأجناس كلّها فيه بالعرض لا بالذات، و ذلك أن الجوهر موصوف
بالأعراض، و الأعراض صفات له، و الصفة صفة للموصوف، و الموصوف موصوف بالصفة، كما
أن الأب أب للابن، و الابن ابن للأب؛ و خاصيّة هذا الجنس أن المضافين يدوران،
أحدهما على الآخر، و لا يتنافيان، و هما في الإضافة معا. فهذه الأربعة الأجناس
يقال لها البسيطة.
و أما الستة الباقية فيقال لها مركّبة أولها الأين و هو من تركيب
جوهر مع المكان، و الأماكن سبعة أنواع كما بيّنّا في جنس الكميّة التي هي من تركيب
جوهر مع الزمان، و قد بيّنّا أنواع الزمان في جنس الكمّ؛ و النصبة تركيب جوهر مع
جوهر آخر، فإن المتّكئ متّكئ على المتّكإ، و المستند مستند على المستند. و الملكة
من تركيب جوهر مع جوهر آخر، و هو ينقسم نوعين: إما داخل، و إما خارج، فالداخل إما
في النفس كما يقال له: علم و عقل و حلم، و إمّا في الجسم كما يقال له حسن و جمال و
رونق. و الذي من خارج نوعان: حيوان و جماد كما يقال له:
عبيد و دوابّ و دراهم و عقارات و تجارات، و جنس يفعل نوعان، إما أن
يكون أثر الفاعل يبقى في المصنوع، كالكتابة و البناء و ما شاكلهما من