responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حلية المتقين فى آلادب و السنن و الاخلاق نویسنده : علامه مجلسی؛ مترجم خلیل رزق العاملي    جلد : 1  صفحه : 6

و هذا التقدم البشري في ميادين الحياة مدينة للحضارة الإسلامية التي و مع الأسف انهارت، و تلاشت بسبب تصرفات بعض الحكام و رغباتهم الدنيوية، و سوء أعمالهم و إنحرافهم عن سيرة النبي الأكرم محمد 6 و أهل بيت العصمة :.

و يبرز دور الإسلام أيضا بشكل دقيق في اهتمامه بإيجاد عناصر التربية التي تتكفّل ببناء الشخصية المثالية للفرد و الإنسان المسلم التي تميّزه عن غيره من بني البشر.

و قد استطاع الإسلام بفضل هذه التعاليم الأخلاقية و الروحية أن يحدث تغييرا جذريا و هاما و على سبيل المثال في حياة الجاهليين، و هذا ما نراه واضحا فيما وصفه جعفر بن أبي طالب زعيم المسلمين المهاجرين لملك الحبشة حيث أوضح له الفارق الكبير بين ما كان يحكم حياتهم في الجاهلية من قوانين، و بين ما جاء به رسول الإنسانية الصادق الأمين محمد 6 الذي أنقذهم و هداهم إلى مكارم الأخلاق، و جاءهم بالنظام الإلهي العادل و حررهم من الجهل و الضلال، و صنع منهم أمة تفوق جميع الأمم بأخلاقها و آدابها و علومها و معارفها و مما قاله جعفر.

«أيّها الملك: كنّا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام، و نأكل الميتة، و نأتي الفواحش، و نقطع الأرحام، و نسي‌ء الجوار، و يأكل القويّ منّا الضعيف، فكنّا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منّا، نعرف نسبه و صدقه و أمانته و عفافه فدعانا إلى الله لنوحّده و نعبده و نخلع ما كنّا نعبد نحن و آباؤنا من دونه من الحجارة و الأوثان و أمرنا بصدق الحديث، و أداء الأمانة، وصلة الرحم و حسن الجوار، و الكفّ عن المحارم و الدماء، و نهانا عن الفواحش، و قول الزّور، و أكل مال اليتيم، و قذف المحصنات، و أمرنا أن نعبد الله وحده، و لا نشرك به شيئا، و أمرنا بالصلاة و الزكاة و الصوم .... فصدّقناه و آمنّا به و اتبعناه على ما جاء به من اللّه، فعبدنا اللّه وحده، فلم نشرك به شيئا، و حرّمنا ما حرّم علينا و حللّنا ما أحلّ لنا ...»[1]

و نحن من خلال إلقاء نظرة على الآثار و النصوص و الأحاديث الواردة عن النبي‌


[1] - السيرة النبوية/ إبن هشام/ ج 1 ص 361.

نام کتاب : حلية المتقين فى آلادب و السنن و الاخلاق نویسنده : علامه مجلسی؛ مترجم خلیل رزق العاملي    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست