الأكرم محمد 6 و الأئمة الأطهار : نستطيع إكتشاف مدى الإستيعاب و الشمول لهذه الشريعة التي لم تترك شيئا في
مجال بناء الإنسان و تربيته إلّا و قد بيّنته بكل تفاصيله.
و خير شاهد و دليل على ما نقوله ما ورد من الأحاديث في مجال حقوق
الناس و كيفية معاشرتهم، و حقوق الفقراء و المساكين، و حقوق الوالدين، و آداب
التعامل مع مختلف طبقات البشر (كالزوج و الزوجة، و الأولاد، و الجيران، و اليتامى
و ...) و غيرها من التعاليم الأخلاقية السامية التي أنارت للبشرية طريقها إلى
الحقّ و الصواب.
و لطالما فكّرت في إبراز هذه الخصيصة الكبرى و الهامة للإسلام
ليستفيد منها كل الناس. إلى أن وفّقني الله و هداني للتعرّف على هذا الكتاب القيّم
«حلية المتّقين» للعلامة الحجّة و فخر الأمّة الشيخ محمد باقر المجلسي (قدّس الله
روحه الطاهرة) حيث وجدت فيه ضالّتي الكبرى، و عثرت فيه على ما كنت أطمح و أصبو
إليه.
هذا الكتاب الذي جمع فيه المؤلّف العلامة المجلسي (باللغة الفارسية)
طائفة كبيرة من الأحاديث و السنن و الأخلاق الإسلامية التي تكفل للإنسان المسلم و
غير المسلم باتّباعها للوصول إلى درجات الكمال و السعادة في الدنيا و الآخرة،
فانتظرت إلى أن سنحت لي الفرصة، و بتوفيق من الله تبارك و تعالى شمّرت عن ساعد
الجدّ، و عزمت على ترجمة هذا الكتاب و إعادته إلى أصله أي إلى اللغة العربية هذا بالإضافة
إلى تحقيق الكتاب و الإشارة إلى مصادر الروايات التي ذكرها المؤلّف، و إني أجد
نفسي غير محتاج للتعريف بالكتاب لأنّه ينبئك بنفسه و بما فيه عن أهميّته و قيمته،
و لا لبيان ما يتضمّنه و يحتويه باعتبار أن المؤلّف قدّم شرحا كافيا لذلك في
مقدّمته للكتاب.
و يبقى أن أشير إلى ملاحظة هامة و هي أنّ المؤلّف إعتمد في الكتاب
على النصوص و الروايات فقط، لهذا فإن الترجمة كانت عبارة عن إرجاع هذه الأحاديث