بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله ربّ
العالمين، و الحمد لله الذي وفقّنا لمودّة العترة و ذوي القربى الذين هم قرناء
الكتاب، و زملاء التنزيل و جعلنا من المتمسّكين بولايتهم، و المعرضين عن كلّ وليجة
و نهم، و كلّ مطاع سواهم.
و الصلاة و السلام على أشرف السفراء الإلهيين، و مقدام الأنبياء
المرسلين، سيّدنا و نبيّنا أبي القاسم محمد و على آله الهداة الميامين السادة
القادة، أئمّة الدين و هداة البريّة أجمعين و بعد ...
فإنّ من مظاهر الكمال التي اتسّمت بها الشريعة الإسلامية ارتباطها
الوثيق و تفاعلها العميق مع جميع النواحي التربوية و الأخلاقية للفرد و المجتمع،
لأن الإنسان لا يصل إلى الكمال إلّا بالتزكية و التربية الخلقية، فبقدر ما يكتسب
من مكارم الأخلاق و محاسنها يكون حائزا على الكمال و الشرف، لهذا رسمت هذه الشريعة
الخطوط العامة لوصول الإنسان إلى هذا الهدف السامي، و لبناء المجتمع المثالي. و لو
نطرنا إلى الإسلام من المنظار الحضاري لرأينا مقدار الدور الهام الذي لعبه في بناء
النهضة الفكرية، و إنقاذ البشرية من ظلمات الجهل، فلا تزال هذه النهضة العلمية