نام کتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه نویسنده : عين القضاة جلد : 1 صفحه : 149
الخروج من الدنيا و النفس سرّه و فائدته طلب
الحقّ، و وصف التفريد بأنّه من عين التوحيد، للإشعار بأنّه من لوازمه.
و قال: (إذا نطق السرّ بلسان التفريد من غير رؤية ثواب، و لا مخافة
عقاب، فحسر السرّ بعد قيله، و أخرس اللسان غلة غليله، فذاك تجريد التوحيد).
أقول: المراد بالسرّ القلب، و بنطقه و قيله دعاؤه و استغاثته بربّه،
و الغلة و الغليل بمعنى العطش، و الإضافة بينهما للمبالغة، كالإسناد في جدّ جدّه،
و جواب إذا فذاك، و ذا إشارة إلى مجموع النطق، و حسور القلب، و خرس لسانه، و
المراد بالتوحيد إفراد المعبود عن المشارك، و تجريده خلع الطلب من الطالب.
أي إذا دعا القلب ربّه بلسان التفريد، و هو أن لا يرجو على العمل
ثوابا، و لا يخاف على الترك عقابا، فأمسك عنه بعد ذلك، و أخرس لسانه شدّة عطشه و
شوقه، فذاك المعنى تجريد التوحيد، فكما أنّ الموحّد يجرّد المطلق عن الشريك، فكذلك
توحيده يجرّد الطالب عن الطلب.
بيان التوحيد
قال: (التوحيد إثبات الاسم، و المعرفة نسيان الحقيقة).
أقول: التوحيد في أصل اللغة جعل ما ليس بواحد واحدا، و إلّا لكان
تحصيل الحاصل، فهذا المعنى في الواحد الحقيقيّ لا يتصوّر؛ و لذلك قال:
(التوحيد إثبات الاسم)، أي اسم بلا مسمّى، و حقيقة التوحيد أن يعرف
أنّ الواحد لم يزل واحدا بلا توحيد موحّد.
و قوله: (المعرفة نسيان الحقيقة)؛ لأنّها ما دامت مذكورة توهم مغايرة
الذاكر و المذكور، و حقيقة المعرفة تحكم باتّحادهما.
و قال: (الأقوياء من العارفين يدورون في ميادين التوحيد، و وجدت
البقاء بتجريده الطلب عن الطالب، و تجرّد المطلوب عن رؤية تجريد توحيده).
أقول: الضمير في تجريده للتوحيد، و في توحيده للطالب، و إضافة
التجريد إلى التوحيد يجرّد صاحبه عن الطلب، و ما خيّل إلى بعض المتوهّمين
نام کتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه نویسنده : عين القضاة جلد : 1 صفحه : 149