نام کتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه نویسنده : عين القضاة جلد : 1 صفحه : 150
أنّ صاحبه يجرّد المطلوب عن الشريك فهو غلط،
لأنّ المطلوب متجرّد عنه بذاته لا بتجريد موحّد، فلذلك أخبر الشيخ أنّ الأقوياء من
العارفين يدورون في ميادين التوحيد، و أخبر عن التوحيد الذي وجد في وقته بوصفين:
الأوّل: تجريده، أي خلعه وصف الطلب عن الطالب، لأنّ الطلب يشعّر
بالإثنينية المنافية للتوحيد.
و الثاني: تجرّد المطلوب عن رؤية تجريد توحيده، لأنّ وحدة المطلوب لو
كانت بتجريد توحيد الطالب، لكانت غير ذاتية.
و قال: (الفرار من اللّه عزّ و جلّ توحيد، و الفرار معه جهل).
أقول: الفرار من الشيء ضد الفرار معه، و العبد في البداية يفرّ من
الخلق، و لا يكون له مع اللّه تعالى فرار، إلّا بالفرار منهم؛ كما قال اللّه عزّ و
جلّ حكاية عن كليمه- 7-: فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ
لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَ جَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) [الشّعراء: الآية 21].
و في الوسط يفرّ من نفسه، و بقدر هذا يفرّ من ربّه أيضا؛ أي يزول عنه
تصوّر المعيّة، و يتناوب فيه الفرار منه و الفرار معه، فلا يستقرّ له مع اللّه
تعالى فرار؛ لقهر سطوات الوحدة، و لا منه فرار.
و في النهاية يتحقّق له الفرار منه؛ لتحقّق فراره من نفسه، فمعنى
قوله:
(الفرار من اللّه عزّ و جلّ توحيد ...) الخ، أنّ زوال وجود العبد من
ثبات وجود الحقّ وحيد، و هو التوحيد؛ كزوال وجود الظلّ من وجود الشمس، و ثبات
وجوده مع وجود الحقّ جهل؛ لأنّه هو الواحد الأحد، الذي ليس معه أحد.
و قال: (مصادفة الهمّة مصادر الأحكام، بلا رؤية حكم من جهة وعد، أو
وعيد، بإفراد الإشارة، توحيد التفريد).
أقول: اعلم أنّ الموحّدين صنفان:
1- صنف دعاهم إلى التوحيد ملاحظة حكم الوعد و الوعيد، و هم عوام
الموحّدين، الذين بعثهم على الإقرار بالوحدانية رغب في الثواب، و رهب من العقاب،
أولئك عبيد أنفسهم، يطلبون بذلك حظوظها.
نام کتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه نویسنده : عين القضاة جلد : 1 صفحه : 150