responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 96

عيوبه أكثر من انتفاعه بصديق مداهن يثني عليه و يمدحه و يخفى عنه عيوبه إلا أن الطبع مجبول على تكذيب العدو و حمل ما يقوله على الحسد و لكن البصير لا يخلو من الانتفاع بقول أعدائه فإن مساويه لا بد أن تنشر على ألسنتهم ثم إنه يخالط الناس فكلما يراه مذموما فيما بين الخلق. فيطالب نفسه إليه فإن المؤمن مرآة المؤمن. فيرى في عيوب غيره عيوب نفسه و يعلم أن الطبائع متقاربة في اتباع الهوى فيتفقد نفسه و يطهرها عن كل ما يذمه من غيره و ناهيك‌[1] بهذا تأديبا فلو ترك الناس كلهم ما يكرهونه من غيرهم. لاستغنوا عن المؤدب.

قِيلَ لِعِيسَى ع مَنْ أَدَّبَكَ قَالَ مَا أَدَّبَنِي أَحَدٌ رَأَيْتُ قُبْحَ الْجَهْلِ فَجَانَبْتُهُ‌

فكل آفة تدخل على المكلف من اتباع الهوى و حب الشهوات فإن من تأمل ذلك بعين الاعتبار انفتحت له بصيرته و انكشفت له علل قلبه فينبغي له أن يزيل ذلك بالمخالفة لهما قال الله تعالى‌ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى‌ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى‌

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‌ الْمُؤْمِنُ بَيْنَ خَمْسِ شَدَائِدَ مُؤْمِنٍ يَحْسُدُهُ وَ مُنَافِقٍ يُبْغِضُهُ وَ كَافِرٍ يُقَاتِلُهُ وَ شَيْطَانٍ يُضِلُّهُ وَ نَفْسٍ تُنَازِعُهُ فَبَيْنَ أَنَّ النَّفْسَ عَدُوٌّ مُنَازِعٌ يَجِبُ مُجَاهَدَتُهَا

وَ يُرْوَى‌ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى دَاوُدَ ع حَذِّرْ وَ أَنْذِرْ أَصْحَابَكَ أَكْلَ الشَّهَوَاتِ فَإِنَّ الْقُلُوبَ الْمُتَعَلِّقَةَ بِشَهَوَاتِ الدُّنْيَا عُقُولُهَا عَنِّي مَحْجُوبَةٌ

وَ قَالَ عِيسَى ع‌ طُوبَى لِمَنْ تَرَكَ شَهْوَةً حَاضِرَةً لِمَوْعُودٍ غَائِبٍ لَمْ يَرَهُ‌

وَ قَالَ النَّبِيُّ ص‌ كُفَّ أَذَاكَ عَنْ نَفْسِكَ وَ لَا تُتَابِعْ هَوَاهَا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِذْ تُخَاصِمُكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً إِلَّا أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ وَ يَسْتُرَ

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِقَوْمٍ قَدِمُوا مِنَ الْجِهَادِ مَرْحَباً بِكُمْ قَدِمْتُمْ مِنَ الْجِهَادِ الْأَصْغَرِ إِلَى الْجِهَادِ الْأَكْبَرِ فَقَالُوا وَ مَا الْجِهَادُ الْأَكْبَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ جِهَادُ النَّفْسِ‌

وَ قَالَ ص‌ الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‌

وَ كَانَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ‌ يَا نَفْسُ لَا فِي الدُّنْيَا مَعَ أَبْنَاءِ الْمُلُوكِ تَتَنَعَّمِينَ وَ لَا فِي طَلَبِ الْآخِرَةِ مَعَ الْعُبَّادِ تَجْتَهِدِينَ.


[1] هذا رجل ناهيك من رجل اي يكفيك من طلب غيره.

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست