responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 97

وَ قَالَ الْحَسَنُ‌ مَا الدَّابَّةُ الْجَمُوحُ‌[1] بِأَحْوَجَ إِلَى اللِّجَامِ الشَّدِيدِ مِنْ نَفْسِكَ وَ مُجَاهَدَةُ النَّفْسِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ الْقُوتِ مِنَ الطَّعَامِ وَ الْغَمْضِ مِنَ الْمَنَامِ وَ الْحَاجَةِ مِنَ الْكَلَامِ وَ حَمْلِ الْأَذَى مِنْ جَمِيعِ الْأَنَامِ فَيَتَوَلَّدُ مِنْ قِلَّةِ الطَّعَامِ مَوْتُ الشَّهَوَاتِ وَ مِنْ قِلَّةِ الْمَنَامِ صَفْوُ الْإِرَادَاتِ وَ مِنْ قِلَّةِ الْكَلَامِ السَّلَامَةُ مِنَ الْآفَاتِ وَ مِنِ احْتِمَالِ الْأَذَى الْبُلُوغُ إِلَى الْغَايَاتِ.

وَ قَالَ بَعْضُهُمْ‌ إِنَّ النَّعِيمَ لَا يُدْرَكُ إِلَّا بِتَرْكِ النَّعِيمِ.

وَ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ لِيُوسُفَ ع بَعْدَ مَا مَلَكَ خَزَائِنَ الْأَرْضِ يَا يُوسُفُ إِنَّ الْحِرْصَ وَ الشَّهْوَةَ صَيَّرَ الْمُلُوكَ عَبِيداً وَ إِنَّ الصَّبْرَ وَ التَّقْوَى صَيَّرَ الْعَبِيدَ مُلُوكاً

قال الله تعالى‌ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَ يَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ‌.

قَالَ بَعْضُهُمْ‌ سَلَامٌ عَلَى الْمَاءِ الْبَارِدِ فِي الدُّنْيَا. لَعَلِّي لَا أُحْرَمُهُ فِي الْآخِرَةِ.

قَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَتَى أَتَكَلَّمُ قَالَ إِذَا اشْتَهَيْتَ الصَّمْتَ. قَالَ فَمَتَى أَصْمُتُ قَالَ إِذَا اشْتَهَيْتَ الْكَلَامَ.

وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‌ مَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلَا عَنِ الشَّهَوَاتِ‌

وَ لَا يُمْكِنُ دَفْعُ النَّفْسِ عَنِ الشَّهَوَاتِ مَا لَمْ تَمْنَعْهَا مِنَ التَّنَعُّمِ بِالْمُبَاحَاتِ فَإِنَّ النَّفْسَ إِذَا لَمْ تُمْنَعْ بَعْضَ الْمُبَاحَاتِ طَمِعَتْ فِي الْمَحْظُورَاتِ فمن أراد حفظ لسانه عن الغيبة و الفضول فحقه أن يلزم السكوت إلا عن المهمات و لا يتكلم إلا بحق فيكون سكوته عبادة و كلامه عبادة لأن الذي يشتهي به الحلال هو الذي بعينه يشتهي به الحرام فالشهوة واحدة و قد وجب على العبد منعها عن الحرام فإن لم يعودها الاقتصار على قدر الضرورة في الشهوات غلبته الشهوة فإن النفس تفرح بالتنعم في الدنيا و تركن إليها و تطمئن بها أشرا و بطرا حتى تصير ممتلئا به كالسكران الذي لا يفيق من سكره و ذلك أن الفرح بالدنيا سم قاتل. يسري في العروق فيخرج من القلب الخوف و الحزن و ذكر الموت و أهوال يوم القيامة قال الله تعالى‌ وَ فَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ‌[2] و قال تعالى‌ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ إلى قوله‌ وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ[3]


[1] جمح الفرس: استعصى و تغلب على راكبه.

[2] الرعد 28.

[3] الحديد 20.

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست