responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 95

عين أنفسهم فمن أراد أن يقف على عيب نفسه فليطلب صديقا صدوقا بصيرا متدينا و ينصبه رقيبا على نفسه ليلاحظ أحواله و أفعاله مما يكرهه من أخلاقه و أفعاله و عيوبه الظاهرة و الباطنة فينبهه عليها فهكذا كان يفعل من يريد صلاح نفسه.

كَانَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ‌ رَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَهْدَى إِلَيَّ عُيُوبِي‌

وَ كَانَ عُمَرُ يَسْأَلُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ وَ يَقُولُ أَنْتَ صَاحِبُ سِرِّ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي الْمُنَافِقِينَ فَهَلْ تَرَى عَلَيَّ شَيْئاً مِنْ آثَارِ النِّفَاقِ فَيَقُولُ لَهُ أَنْتَ تَعْلَمُ بِحَالِ نَفْسِكَ وَ قَدْ قَلَّ الْأَصْدِقَاءُ وَ عَزَّ مَنْ يَتْرُكُ الْمُدَاهَنَةَ فَيُخْبِرَ بِالْعَيْبِ وَ لَا تَخْلُو فِي أَصْدِقَائِكَ عَنْ حَسُودٍ أَوْ صَاحِبِ غَرَضٍ يَرَى مَا لَيْسَ بِعَيْبٍ عَيْباً أَوْ عَنْ مُدَاهِنٍ‌[1] يُخْفِي عَنْكَ بَعْضَ عُيُوبِكَ ...

و لهذا

كَانَ بَعْضُهُمْ اعْتَزَلَ عَنِ النَّاسِ فَقِيلَ لَهُ لِمَ لَا تُخَالِطُ النَّاسَ فَقَالَ مَا أَصْنَعُ بِقَوْمٍ يُخْفُونِّي عُيُوبِي‌

فقد كانت شهوة ذوي الدين أن ينتبهوا لعيوبهم بتنبيه غيرهم و قد آل الأمر إلى أن أهل زماننا هذا أبغض الخلق إليهم من يعرفهم عيوبهم و يكاد يكون هذا مفصحا عن ضعف الإيمان فإن الأخلاق السيئة عقارب و حيات لدغة و لو نبهنا منبه على أن تحت ثوبنا عقربا لتقلدنا منه منة و فرحنا به و اشتغلنا بإبعاد العقرب و قتله و إنما نكايته‌[2] على البدن يوما فما دونه و نكاية الأخلاق المردية على صميم القلب و يخشى أن يدوم بعد الموت أبدا أو آلافا من السنين ثم إنا لا نفرح بمن نبهنا عليها و لا نشتغل بإزالتها بل نشتغل بمقابلة الناصح بمثله فنقول فأنت أيضا تصنع كيت و كيت و تشغلنا العداوة معه عن الانتفاع بنصحه فيشبه هذا أن يكون من قساوة القلب. الذي أثمرته كثرة الذنوب و أصل كل ذلك ضعف الإيمان فنسأل الله تعالى أن يعرفنا رشدنا و يبصرنا بعيوب أنفسنا بمنه و لطفه. و من أراد أن يقف على عيوب نفسه و يتحققها فيأخذ ذلك من لسان أعدائه‌

فإن عيون السخط تبدي المساويا

و لعل انتفاع الإنسان بعدو مشاحن‌[3] يذكره‌


[1] المداهنة: اظهار خلاف ما تضمر.

[2] نكى العدوة: قهره بالقتل.

[3] المشاحن: المعادى. و شاحنه: باغضه.

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست