نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس جلد : 1 صفحه : 95
عين أنفسهم فمن أراد أن يقف على عيب نفسه فليطلب صديقا صدوقا
بصيرا متدينا و ينصبه رقيبا على نفسه ليلاحظ أحواله و أفعاله مما يكرهه من أخلاقه
و أفعاله و عيوبه الظاهرة و الباطنة فينبهه عليها فهكذا كان يفعل من يريد صلاح
نفسه.
فقد كانت شهوة ذوي الدين
أن ينتبهوا لعيوبهم بتنبيه غيرهم و قد آل الأمر إلى أن أهل زماننا هذا أبغض الخلق
إليهم من يعرفهم عيوبهم و يكاد يكون هذا مفصحا عن ضعف الإيمان فإن الأخلاق السيئة
عقارب و حيات لدغة و لو نبهنا منبه على أن تحت ثوبنا عقربا لتقلدنا منه منة و
فرحنا به و اشتغلنا بإبعاد العقرب و قتله و إنما نكايته[2] على البدن يوما فما دونه و نكاية
الأخلاق المردية على صميم القلب و يخشى أن يدوم بعد الموت أبدا أو آلافا من السنين
ثم إنا لا نفرح بمن نبهنا عليها و لا نشتغل بإزالتها بل نشتغل بمقابلة الناصح
بمثله فنقول فأنت أيضا تصنع كيت و كيت و تشغلنا العداوة معه عن الانتفاع بنصحه
فيشبه هذا أن يكون من قساوة القلب. الذي أثمرته كثرة الذنوب و أصل كل ذلك ضعف
الإيمان فنسأل الله تعالى أن يعرفنا رشدنا و يبصرنا بعيوب أنفسنا بمنه و لطفه. و
من أراد أن يقف على عيوب نفسه و يتحققها فيأخذ ذلك من لسان أعدائه