الطَّاعَةِ بَعَثَنِي إِلَى عِرَاقِكُمْ غَيْرَ سَائِلٍ إِيَّاهُ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَزَالُ يَبْعَثُ إِلَيْنَا فِي الْقَوْمِ بِقَتْلِهِمْ وَ فِي الضِّيَاعِ بِقَبْضِهَا فَنُطِيعُهُ فِي ذَلِكَ فَمَا تَقُولَانِ فَأَمَّا الشَّعْبِيُّ فَقَالَ قَوْلًا لَيِّناً وَ أَمَّا الْحَسَنُ فَقَالَ يَا عُمَرُ إِنِّي أَنْهَاكَ عَنْ غَيْرِ اللَّهِ أَنْ تَتَعَرَّضَ لَهُ فَإِنَّ اللَّهَ مَانِعُكَ مِنْ يَزِيدَ وَ لَا يَمْنَعُكَ يَزِيدُ مِنَ اللَّهِ إِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَنْزِلَ إِلَيْكَ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ فَيَسْتَنْزِلَكَ مِنْ سَرِيرِكَ وَ يُخْرِجَكَ مِنْ سَعَةِ قَصْرِكَ إِلَى ضِيقِ قَبْرِكَ ثُمَّ لَا يُوَسِّعُهُ عَلَيْكَ إِلَّا عَمَلُكَ وَ إِنَّهُ لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ.
وَ خَرَجَ الْحَسَنُ فِي جِنَازَةٍ مَعَهَا نَوَائِحُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا أَبَا سَعِيدٍ أَ مَا تَرَى هَذَا وَ هَمَّ الرَّجُلُ بِالرُّجُوعِ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ إِنْ كُنْتَ كُلَّمَا رَأَيْتَ قَبِيحاً تَرَكْتَ لَهُ حَسَناً لَيُسْرِعُ ذَلِكَ فِي دِينِكَ. وَ ذُكِرَ عِنْدَهُ الدُّنْيَا فَقَالَ شِعْرٌ
أَحْلَامُ نَوْمٍ أَوْ كَظِلٍّ زَائِلٍ
إِنَّ اللَّبِيبَ بِمِثْلِهَا لَا يُخْدَعُ
. وَ رَأَى جِنَازَةً فَقَالَ إِنَّ أَمْراً هَذَا آخِرُهُ لَيَنْبَغِي أَنْ يُزْهَدَ فِيهِ وَ إِنَّ أَمْراً هَذَا أَوَّلُهُ يَنْبَغِي أَنْ يُحْذَرَ مِنْهُ
قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص خُلُقُهُ[1] الْقُرْآنَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص هُوَ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ وَ تُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ وَ تَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ
وَ قَالَ ص بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَحَاسِنَ الْأَخْلَاقِ
وَ قَالَ ص أَثْقَلُ مَا يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ الْخُلُقُ الْحَسَنُ
وَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الدِّينُ فَقَالَ حُسْنُ الْخُلُقِ ثُمَّ أَتَاهُ عَنْ يَمِينِهِ فَقَالَ مَا الدِّينُ فَقَالَ حُسْنُ الْخُلُقِ ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ شِمَالِهِ فَقَالَ مَا الدِّينُ فَقَالَ حُسْنُ الْخُلُقِ ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ وَرَائِهِ فَقَالَ مَا الدِّينُ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ وَ قَالَ أَمَّا تَفَقُّهُ الدِّينِ هُوَ أَنْ لَا تَغْضَبَ
وَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الشُّؤْمُ قَالَ سُوءُ الْخُلُقِ
وَ قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ ص أَوْصِنِي قَالَ اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُ كُنْتَ قَالَ زِدْنِي قَالَ
[1] في بعض النسخ[ كان رسول اللّه ص خلقه القرآن قوله].