بِتَقْوَى اللَّهِ.
قَالَ بَعْضُهُمْ لِلْمَهْدِيِّ اعْلَمْ أَنَّ دَوَابَّكَ الَّتِي تَرْكَبُ تُمْسَحُ بِالْمَنَادِيلِ وَ يُبْرَدُ لَهَا الْمَاءُ وَ تُنْقَى لَهَا الْعَلَفُ لِيُعْجِبَكَ شُحُومُهَا وَ بَرِيقُهَا وَ حُسْنُ أَلْوَانِهَا وَ دِينُكَ أَعْجَفُ قَاتِمٌ[1] أَغْبَرُ وَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَهُ لَسَاءَكَ مَنْظَرُهُ.
أُتِيَ الْمَنْصُورُ بِبِشْرٍ الرَّحَّالِ وَ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ مُكَبَّلِينَ[2] وَ قَدْ كَانَا خَرَجَا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ لِبِشْرٍ أَنْتَ الْقَائِلُ أَجِدُ فِي قَلْبِي غَمّاً لَا يُذْهِبُهُ إِلَّا بَرْدُ عَدْلٍ أَوْ حَرُّ سِنَانٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَوَ اللَّهِ لَأُذِيقَنَّكَ حَرَّ سِنَانٍ يَشِيبُ مِنْهُ رَأْسُكَ قَالَ إِذاً أَصْبِرُ صَبْراً يَذِلُّ بِهِ سُلْطَانُكَ فَقُطِعَتْ يَدُهُ فَمَا قَطَبَ[3] وَ لَا تَجَلْجَلَ[4] وَ قَالَ لِمَطَرٍ يَا ابْنَ الزَّانِيَةِ قَالَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّهَا خَيْرٌ مِنْ سَلَامَةَ هِيَ أُمُّ الْمَنْصُورِ قَالَ يَا أَحْمَقُ قَالَ ذَاكَ مَنْ بَاعَ دِينَهُ بِدُنْيَاهُ فَرُمِيَ بِهِ مِنْ سَطْحٍ فَمَاتَ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يُقَالَ لَهُ أَ لَمْ أُصِحَّ بَدَنَكَ وَ أُرْوِكَ مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ
عَنْ عَلِيٍّ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ قَالَ الْأَمْنُ وَ الصِّحَّةُ وَ الْعَافِيَةُ
" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ صِحَّةُ الْأَبْدَانِ وَ الْأَسْمَاعِ وَ الْأَبْصَارِ يَسْأَلُ اللَّهُ تَعَالَى الْعِبَادَ فِيمَا اسْتَعْمَلُوهَا وَ هُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ
عَنْهُ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ لِلَّهِ فِي عِرْقٍ سَاكِنٍ
ابْنُ السِّمَاكِ أَيُّهَا الْمَغْرُورُ بِصِحَّتِهِ وَ نَشَاطِهِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الْأَرْوَاحَ يُغْدَى عَلَيْهَا بِالْمَنَايَا وَ تُرَاحُ أَشَدُّ النَّاسِ حِسَاباً الصَّحِيحُ الْفَارِغُ إِذَا أَكَلْتَ قَفَارَكَ[5] فَاذْكُرِ الْعَافِيَةَ وَ اجْعَلْهَا إِدَامَكَ.
[1] القاتم: شديد السواد.
[2] أي مقيّدين.
[3] قطب الرجل: زوى ما بين عينيه فهو قطب بفتح القاف و كسر الطاء.
[4] تجلجلت قواعد البيت: تضعضعت و تحركت.
[5] القفار بالفتح: الخبز بلا ادام.