بَعْضُهُمْ إِنِّي لَأَرَى الرَّجُلَ يُعْجِبُنِي فَأَقُولُ هَلْ لَهُ حِرْفَةٌ فَإِنْ قَالُوا لَا سَقَطَ مِنْ عَيْنِي.
جَاءَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ إِنَّهُمْ كَانُوا حَدَّادِينَ وَ خَرَّازِينَ فَكَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا رَفَعَ الْمِطْرَقَةَ أَوْ غَرَزَ الْأَشْفَى فَيَسْمَعُ الْأَذَانَ لَمْ يُخْرِجِ الْأَشْفَى مِنَ الْمَغْرِزِ وَ لَمْ يَضْرِبْ بِالْمِطْرَقَةِ وَ رَمَى بِهَا وَ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ[1]
باب ما جاء في الصدق و الغضب لله
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَمَلُ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقَالَ الصِّدْقُ إِذَا صَدَقَ الْعَبْدُ بَرَّ وَ إِذَا بَرَّ أَمِنَ وَ إِذَا أَمِنَ دَخَلَ الْجَنَّةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَمَلُ أَهْلِ النَّارِ قَالَ الْكَذِبُ إِذَا كَذَبَ الْعَبْدُ فَجَرَ وَ إِذَا فَجَرَ كَفَرَ وَ إِذَا كَفَرَ دَخَلَ النَّارَ
وَ عَنْهُ ع الصِّدْقُ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَ الْبِرُّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَ إِنَّ الْمَرْءَ لَيَتَحَري الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقاً
عَائِشَةُ قَالَتْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص بِمَ يُعْرَفُ الْمُؤْمِنُ قَالَ بِوَقَارِهِ وَ لِينِ كَلَامِهِ وَ صِدْقِ حَدِيثِهِ
خَطَبَ الْمَهْدِيُّ يَوْماً فَقَالَ يَا عِبَادَ اللَّهِ اتَّقُوا اللَّهَ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ وَ أَنْتَ فَاتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّكَ تَعْمَلُ بِغَيْرِ الْحَقِّ فَأُخِذَ الرَّجُلُ فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ فَقَالَ يَا ابْنَ الْفَاعِلَةِ تَقُولُ لِي وَ أَنَا عَلَى الْمِنْبَرِ اتَّقِ اللَّهَ فَقَالَ الرَّجُلُ سَوْأَةً لَكَ لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا كُنْتُ الْمُسْتَعْدِيَ عَلَيْهِ قَالَ مَا أَرَاكَ إِلَّا نَبَطِيّاً[2] قَالَ ذَاكَ أَوْكَدُ لِلْحُجَّةِ عَلَيْكَ أَنْ يَكُونَ نَبَطِيٌّ يَأْمُرُكَ
[1] المطرقة آلة من الحديد و نحوه يضرب بها الحديد و نحوه جمع مطارق. و المغرز موضع الغرز و الاشفى بالكسر: المثقب و المخرز.
[2] النبط بالتحريك اخلاط الناس و عوامهم و النسبة النبطى كمدنى و قوله:« كنت المستعدى عليه» أي أستعين به.