رَأَى حَكِيمٌ طَارِيَ[1] شَيْبَتِهِ فَقَالَ مَرْحَباً بِثَمَرَةِ الْحِكْمَةِ وَ جَنَى التَّجْرِبَةِ وَ لِبَاسِ التَّقْوَى.
صَاحَ صَبِيٌّ بِشَيْخٍ يَا أَحْدَبُ بِكَمْ ابْتَعْتَ هَذَا الْقَوْسَ يَا عَمَّاهْ[2] فَقَالَ يَا بُنَيَّ إِنْ عِشْتَ أُعْطِيتَهَا بِغَيْرِ ثَمَنٍ.
مَا أَطْيَبَ الْعَيْشَ لَوْ لَا أَنَّ صَفْوَهُ مَشُوبٌ وَ ثَمَرَهُ مَشِيبٌ.
ابْنُ الْمُعْتَزِّ
وَ مَا أَقْبَحَ التَّفْرِيطَ فِي زَمَنِ الصَّبَا
فَكَيْفَ بِهِ وَ الشَّيْبُ لِلرَّأْسِ شَامِلٌ
النَّبِيُّ ص يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى الشَّيْبُ نُورِي فَلَا يَجْمُلُ بِي أَنْ أُحْرِقَ نُورِي بِنَارِي
عِيسَى ع كَانَ إِذَا مَرَّ عَلَى الشَّبَابِ قَالَ لَهُمْ كَمْ مِنْ زَرْعٍ لَمْ يُدْرِكِ الْحَصَادَ وَ إِذَا مَرَّ عَلَى الشُّيُوخِ قَالَ مَا يُنْتَظَرُ بِالزَّرْعِ إِذَا أَدْرَكَ إِلَّا أَنْ يُحْصَدَ
بَعْضُهُمْ يَرْفَعُهُ مَا مِنْ شَابٍّ يَدَعُ لَذَّةَ الدُّنْيَا وَ لَهْوَهَا وَ يَسْتَقْبِلُ بِشَبَابِهِ طَاعَةَ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ سَبْعِينَ صِدِّيقاً يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَيُّهَا الشَّابُّ الْمُتَبَذِّلُ شَبَابَهُ لِي التَّارِكُ شَهَوَاتِهِ أَنْتَ عِنْدِي كَبَعْضِ مَلَائِكَتِي
أَيُّوبُ ع إِنَّ اللَّهَ يَزْرَعُ الْحِكْمَةَ فِي قَلْبِ الصَّغِيرِ وَ الْكَبِيرِ فَإِذَا جَعَلَ اللَّهُ الْعَبْدَ حَكِيماً فِي الصِّبَا لَمْ يَضَعْ مَنْزِلَتَهُ عِنْدَ الْحُكَمَاءِ حَدَاثَةُ سِنِّهِ وَ هُمْ يَرَوْنَ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ نُورَ كَرَامَتِهِ
بَعْضُهُمْ مَا اسْتَسْقَى كَبِيرٌ قَطُّ فَشَرِبَ صَغِيرٌ قَبْلَهُ إِلَّا غَارَتْ[3] عَيْنٌ مِنَ الْعُيُونِ.
بَعْضُهُمْ جَاهِدُوا أَهْوَاءَكُمْ كَمَا تُجَاهِدُونَ أَعْدَاءَكُمْ ثُمَّ قَالَ مَا أَشَدَّ فِطَامَ الْكَبِيرِ
[1] الطارى الطالع و الاعرابى الطارى المتجدد قدومه.
[2] القوس آلة على شكل نصف الدائرة ترمى بها السهام. و قد نظمه بعض الشعراء بالفارسية فقال:
\sُ تازه جوانى ز سر ريشخند\z گفت به پيرى كه كمانت به چند\z پير بخنديد بگفت اي جوان\z چرخ ترا نيز كند چون كمان\z\E
[3] غار الماء غورا: ذهب في الأرض.