وَ الْمُسْتَصْحَبَ لَا يَكُونُ مُسْتَخْلَفاً
قِيلَ لِابْنِ الْأَعْرَابِيِّ لِمَ سُمِّيَ السَّفَرُ سَفَراً قَالَ لِأَنَّهُ يُسْفِرُ عَنْ أَخْلَاقِ الْقَوْمِ أَيْ يَكْشِفُ.
أَرَادَ الْحَسَنُ[1] الْحَجَّ فَأَحَبَّ ثَابِتٌ أَنْ يَصْطَحِبَا فَقَالَ وَيْحَكَ دَعْنَا نَتَعَايَشُ بِسَتْرِ اللَّهِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ نَصْطَحِبَ فَيَرَى بَعْضُنَا مِنْ بَعْضٍ مَا يَتَمَاقَتُ عَلَيْهِ
النَّبِيُّ ص عَلَيْكُمْ بِالدَّلْجَةِ[2] فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ مَا لَا تُطْوَى بِالنَّهَارِ
كَعْبٌ قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَخْرُجُ فِي سَفَرٍ إِلَّا فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ وَ كَانَ ع يَكْرَهُ أَنْ يُسَافِرَ الرَّجُلُ فِي غَيْرِ رِفْقَةٍ وَ قَالَ الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ وَ الرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ وَ الثَّلَاثَةُ رَكْبٌ
بَعْضُهُمْ وَدَّعَ رَفِيقَهُ فَقَالَ أُوَدِّعُكَ كَمَا وَدَّعَنِي رَسُولُ اللَّهِ ص أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَ أَمَانَتَكَ[3] وَ خَوَاتِيمَ عَمَلِكَ
أَنَسٌ جَاءَ شَيْخٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فِي حَاجَةٍ فَأَبْطَئُوا عَنِ الشَّيْخِ أَنْ يُوَسِّعُوا لَهُ فَقَالَ ع لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع مَنْ عَرَفَ فَضْلَ كَبِيرٍ لِسِنِّهِ فَوَقَّرَهُ آمَنَهُ اللَّهُ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
قَالَ إِذَا بَلَغَ الْمُؤْمِنُ ثَمَانِينَ سَنَةً فَإِنَّهُ أَسِيرُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ تُكْتَبُ لَهُ الْحَسَنَاتُ وَ تُمْحَى عَنْهُ السَّيِّئَاتُ
وَ قَالَ مَنْ أَتَتْ عَلَيْهِ مِائَةُ سَنَةٍ بَعَثَهُ اللَّهُ وَافِداً لِأَهْلِ بَيْتِهِ[4]
دَخَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ جَامِعَ دِمَشْقَ فَرَأَى شَيْخاً يَرْجُفُ[5] فَقَالَ يَا شَيْخُ أَ يَسُرُّكَ أَنْ تَمُوتَ قَالَ لَا قَالَ وَ لِمَ قَالَ ذَهَبَ الشَّبَابُ وَ شَرُّهُ وَ بَقِيَ الْكِبَرُ وَ خَيْرُهُ إِذَا أَنَا قَعَدْتُ ذَكَرْتُ اللَّهَ وَ إِذَا قُمْتُ حَمِدْتُ اللَّهَ فَأُحِبُّ أَنْ تَدُومَ لِي هَاتَانِ الْخَصْلَتَانِ قَالَ إِذَا بَلَغَ أَحَدُكُمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَلْيَأْخُذْ حِذْرَهُ مِنَ اللَّهِ
[1] الظاهر أنّه البصرى.
[2] الدلجة بالضم و الفتح: السير في اول الليل.
[3] في بعض النسخ[ إيمانك].
[4] الوافد الوارد القادم. امام القوم وافدهم اي سابقهم إلى اللّه.
[5] الرجف. الاضطراب و الارتعاش.