. فهذه مراتب الناس و
لكل درجات عند الله تعالى و الدليل على قصر الأمل المبادرة إلى العمل الصالح و كل
من يدعي أنه قصير الأمل و هو كاذب فإن ذلك يظهر بأعماله و إنما علامة التوفيق أن
يكون الموت نصب العين لا يغفل عنه ساعة فيستعد للموت الذي يرد عليه في الوقت فإن
عاش إلى المساء شكر الله تعالى على مهلته و فرح بأنه لم يضيع نهاره بل استوفى منه
حظه و ادخره لنفسه ثم يستأنف مثله إلى الصباح و هكذا إذا أصبح و لا يتيسر هذا إلا
لمن فرغ القلب عن علائق الدنيا و ما فيها فمثل هذا إذا مات سعد و غنم و إن عاش سر
بحسن الاستعداد و لذة المناجاة فالموت له سعادة و الحياة له مزيد و كرامة فليكن
الموت على بالك يا مسكين فإن المسير جاذبك و أنت غافل عن نفسك و لعلك قد قاربت
المنزل و قطعت المسافة و أنت لا تعلم و لا تكون النجاة إلا بمبادرة العمل اغتناما
لكل نفس أمهلت فيه