وَ قَالَ ص مَعْنَى جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ
وَ كَانَ ص إِذَا أَنِسَ مِنْ أَصْحَابِهِ غَفْلَةً أَوْ غِرَّةً نَادَى فِيهِمْ بِصَوْتٍ رَفِيعٍ أَتَتْكُمُ الْمَنِيَّةُ رَاتِبَةً لَازِمَةً إِمَّا بِشَقَاوَةٍ وَ إِمَّا بِسَعَادَةٍ
وَ قَالَ ص أَنَا النَّذِيرُ وَ الْمَوْتُ الْمُغَيِّرُ وَ السَّاعَةُ الْمَوْعِدُ
وَ قَالَ ص إِنَّ النُّورَ إِذَا دَخَلَ الصَّدْرَ انْفَسَحَ فَقِيلَ لَهُ هَلْ لِذَلِكَ عَلَامَةٌ فَقَالَ نَعَمْ التَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ وَ الْإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ وَ الِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ
قال الله تعالى الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا أي أيكم أكثر للموت ذكرا و أحسن له استعدادا و أشد منه خوفا و حذرا
وَ قِيلَ مَا مِنْ صَبَاحٍ وَ لَا مَسَاءٍ إِلَّا وَ مُنَادٍ يُنَادِي أَيُّهَا النَّاسُ الرَّحِيلَ الرَّحِيلَ
و تصديق ذلك قوله تعالى إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيراً لِلْبَشَرِ لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ[1] في الموت.
وَ قَالَ بَعْضُهُمْ التُّؤَدَةُ[2] فِي كُلِّ شَيْءٍ خَيْرٌ إِلَّا فِي أَعْمَالِ الْآخِرَةِ.
قال بعض المفسرين في قوله تعالى فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ[3] قَالَ بِالشَّهَوَاتِ و اللَّذَّاتِ وَ تَرَبَّصْتُمْ قال بالتوبة وَ ارْتَبْتُمْ قَالَ شَكَكْتُمْ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ قَالَ الْمَوْتُ وَ غَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ.
قَالَ الْحَسَنُ تَصَبَّرُوا تَسَدَّدُوا فَإِنَّمَا هِيَ أَيَّامٌ قَلَائِلُ وَ إِنَّمَا أَنْتُمْ رَكْبٌ وُقُوفٌ يُوشِكُ أَنْ يُدْعَى الرَّحِيلُ مِنْكُمْ فَيُجِيبَ وَ لَا يَلْتَفِتَ فَانْتَقِلُوا بِصَالِحِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ.
وَ قَالَ آخَرُ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَصْبَحَ إِلَّا وَ هُوَ ضَيْفٌ وَ مَالُهُ عَارِيَّةٌ وَ الضَّيْفُ مُرْتَحِلٌ وَ الْعَارِيَّةُ مُؤَدَّاةٌ.
دَخَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى الْحَسَنِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ مَرْحَباً وَ أَهْلًا وَ حَيَّاكُمُ اللَّهُ بِالسَّلَامِ وَ أَحَلَّنَا وَ إِيَّاكُمْ دَارَ الْمُقَامِ هَذِهِ عَلَامَةٌ حَسَنَةٌ[4] إِنْ صَبَرْتُمْ وَ صَدَقْتُمْ وَ أَيْقَنْتُمْ فَلَا يَكُنْ
[1] سورة المدّثّر آية 38.
[2] التؤدة بضم التاء و فتح الهمزة: التأنى و الرزانة.
[3] سورة الحديد آية 14.
[4] كذا.