responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 273

قَصِّرُوا مِنَ الْأَمَلِ وَ ثَبِّتُوا آجَالَكُمْ بَيْنَ أَبْصَارِكُمْ وَ اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ

وَ كَانَ ص يَقُولُ فِي دُعَائِهِ‌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ دُنْيَا تَمْنَعُ خَيْرَ الْآخِرَةِ وَ مِنْ حَيَاةٍ تَمْنَعُ خَيْرَ الْمَمَاتِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَمَلٍ يَمْنَعُ خَيْرَ الْعَمَلِ‌

وَ قَالَ بَعْضُهُمْ‌ لَوْ عَلِمْتُ مَتَى أَجَلِي لَخَشِيتُ عَلَى ذَهَابِ عَقْلِي وَ لَكِنَّ اللَّهَ مَنَّ عَلَى عِبَادِهِ بِالْغَفْلَةِ عَنِ الْمَوْتِ وَ لَوْ لَا الْغَفْلَةُ مَا تَهَنَّئُوا بِعَيْشٍ وَ لَا قَامَتْ بَيْنَهُمُ الْأَسْوَاقُ‌

" وَ قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‌ ثَلَاثٌ أَعْجَبَتْنِي حَتَّى أَضْحَكَتْنِي مُؤَمِّلُ الدُّنْيَا وَ الْمَوْتُ يَطْلُبُهُ وَ غَافِلٌ وَ لَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ وَ ضَاحِكٌ مِلْ‌ءَ فِيهِ لَا يَدْرِي أَ سَاخِطٌ رَبُّ الْعَالَمِينَ عَلَيْهِ أَمْ رَاضٍ عَنْهُ وَ ثَلَاثٌ أَحْزَنَتْنِي حَتَّى أَبْكَتْنِي فِرَاقُ مُحَمَّدٍ وَ حُزْنُهُ وَ هَوْلُ الْمُطَّلَعِ وَ الْوُقُوفُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّي‌

وَ قَالَ بَعْضُهُمْ‌ الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا قِصَرُ الْأَمَلِ لَيْسَ بِأَكْلِ الْغَلِيظِ وَ لَا لُبْسِ الْعَبَاءِ

وَ قَالَ الْحَسَنُ‌ الْمَوْتُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيكُمْ وَ الدُّنْيَا تُطْوَى مِنْ وَرَائِكُمْ.

وَ قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خُطْبَةٍ لَهُ‌ إِنَّ لِكُلِّ سَفَرٍ زَاداً لَا مَحَالَةَ فَتَزَوَّدُوا لِسَفَرِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْآخِرَةِ التَّقْوَى وَ كُونُوا كَمَنْ عَايَنَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ مِنْ ثَوَابِهِ وَ عِقَابِهِ تَرَغَّبُوا وَ تَرَهَّبُوا وَ لَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمُ الْأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ وَ تَنْقَادُوا لِعَدُوِّكُمْ فَإِنَّهُ وَ اللَّهِ مَا بُسِطَ أَمَلُ مَنْ لَا يَدْرِي لَعَلَّهُ لَا يُصْبِحُ بَعْدَ مَسَائِهِ وَ لَا يُمْسِي بَعْدَ صَبَاحِهِ وَ رُبَّمَا كَانَتْ بَيْنَ ذَلِكَ خَطَفَاتُ الْمَنَايَا وَ كَمْ رَأَيْتُ وَ رَأَيْتُمْ مَنْ كَانَ بِالدُّنْيَا مُغْتَرّاً فَأَهْلَكَتْهُ وَ إِنَّمَا تَقَرُّ عَيْنُ مَنْ وَثِقَ بِالنَّجَاةِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَ إِنَّمَا يَفْرَحُ مَنْ أَمِنَ مِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

وَ كَتَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَخٍ لَهُ‌ إِنَّ الْحُزْنَ عَلَى الدُّنْيَا طَوِيلٌ وَ الْمَوْتَ مِنَ الْإِنْسَانِ قَرِيبٌ وَ لِلنَّقْصِ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْهُ نَصِيبٌ وَ لِلْبِلَى فِي جِسْمِهِ دَبِيبٌ فَتَبَادَرْ قَبْلَ أَنْ تُنَادَى بِالرَّحِيلِ.

وَ قَالَ بَعْضُهُمْ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ‌ أَيُّهَا الْمُغْتَرُّ بِطُولِ صِحَّتِهِ أَ مَا رَأَيْتَ مَيِّتاً قَطُّ مِنْ غَيْرِ سُقْمٍ أَيُّهَا الْمُغْتَرُّ بِطُولِ الْمُهْلَةِ أَ مَا رَأَيْتَ مَأْخُوذاً قَطُّ مِنْ غَيْرِ عِدَةٍ إِنَّكَ لَوْ فَكَّرْتَ فِي طُولِ عُمُرِكَ لَنَسِيتَ مَا قَدْ تَقَدَّمَ مِنْ لَذَّاتِكَ أَ بِالصِّحَّةِ تَغْتَرُّونَ أَمْ بِطُولِ الْعَافِيَةِ تَفْرَحُونَ أَمِ الْمَوْتَ تَأْمَنُونَ إِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ إِذَا جَاءَكَ لَا يَمْنَعُهُ مِنْكَ ثَرْوَةُ مَالِكَ وَ لَا كَثْرَةُ احْتِشَادِكَ‌[1]


[1] الاحتشاد: الاجتماع.

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست