الْأَمَلِ وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا طَرَفَتْ عَيْنَايَ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّ شَفْرَايَ لَا يَلْتَقِيَانِ حَتَّى يَقْبِضَ اللَّهُ رُوحِي وَ لَا رَفَعْتُ طَرْفِي فَظَنَنْتُ أَنِّي وَاضِعَةٌ حَتَّى أُقْبَضَ وَ لَا لَقَمْتُ لُقْمَةً إِلَّا ظَنَنْتُ أَنِّي لَا أُسِيغُهَا حَتَّى أَغُصَ[1] بِهَا ثُمَّ قَالَ يَا بَنِي آدَمَ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ فَعُدُّوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الْمَوْتَى فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ
وَ رُوِيَ أَنَّهُ ص أَخَذَ ثَلَاثَةَ أَعْوَادٍ فَغَرَسَ عُوداً بَيْنَ يَدَيْهِ وَ الْآخَرَ إِلَى جَنْبِهِ وَ أَمَّا الثَّالِثُ فَأَبْعَدَهُ وَ قَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَا هَذَا قَالُوا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ هَذَا الْإِنْسَانُ وَ هَذَا الْأَجَلُ وَ هَذَا الْأَمَلُ يَتَعَاطَاهُ ابْنُ آدَمَ وَ يَخْتَلِجُهُ الْأَجَلُ دُونَ الْأَمَلِ
وَ قَالَ ص مَثُلَ[2] ابْنُ آدَمَ وَ إِلَى جَنْبِهِ تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ مَنِيَّةً إِنْ أَخْطَأَتْهُ الْمَنَايَا وَقَعَ فِي الْهَرَمِ
وَ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ هَذَا الْمَرْءُ وَ هَذِهِ الْحُتُوفُ حَوْلَهُ سَوَارِعُ إِلَيْهِ وَ الْهَرَمُ وَرَاءَ الْحُتُوفِ وَ الْأَمَلُ وَرَاءَ الْهَرَمِ فَهُوَ يَأْمُلُ وَ هَذِهِ الْحُتُوفُ سَوَارِعُ إِلَيْهِ فَإِنَّهَا مُرِبُّهُ[3] آخِذُهُ فَإِنْ أَخْطَأَتْهُ الْحُتُوفُ قَتَلَهُ الْهَرَمُ وَ هُوَ يَنْظُرُ إِلَى الْأَمَلِ
وَ قَالَ ص يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَ تَشِبُّ مِنْهُ اثْنَتَانِ الْحِرْصُ وَ الْأَمَلُ
وَ قِيلَ بَيْنَمَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ع جَالِسٌ وَ شَيْخٌ يَعْمَلُ بِمِسْحَاةٍ وَ يُثِيرُ بِهِ الْأَرْضَ فَقَالَ عِيسَى ع اللَّهُمَّ انْزِعْ عَنْهُ الْأَمَلَ فَوَضَعَ الشَّيْخُ الْمِسْحَاةَ وَ اضْطَجَعَ فَلَبِثَ سَاعَةً فَقَالَ عِيسَى ع اللَّهُمَّ ارْدُدْ إِلَيْهِ الْأَمَلَ فَقَامَ فَجَعَلَ يَعْمَلُ فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ بَيْنَمَا أَنَا أَعْمَلُ إِذْ قَالَتْ لِي نَفْسِي إِلَى مَتَى تَعْمَلُ وَ أَنْتَ شَيْخٌ كَبِيرٌ فَأَلْقَيْتُ الْمِسْحَاةَ وَ اضْطَجَعْتُ ثُمَّ قَالَتْ لِي نَفْسِي وَ اللَّهِ لَا بُدَّ لَكَ مِنْ عَيْشٍ مَا بَقِيتَ فَقُمْتُ إِلَى مِسْحَاتِي
: وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَ كُلُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ
[1] اساغ الرجل الطعام او الشراب: سهل مدخله في الحلق و غص بالطعام او الماء غصصا بفتحتين من بابى نصر و منع: اعترض شيء منه في حلقه فمنعه التنفس.
[2] مثل بين يديه مثولا من بابى نصر و شرف: انتصب قائما فالمعنى انه قد قام مخلوقا و الى جنبه المحن و البلايا يعنى انه في معرض ذلك.
[3] مربه اسم فاعل اضيف الى الضمير من ارب بالمكان أي أقام بها فالمعنى انها تلزمه و تأخذه و في بعض النسخ[ مرية] بالياء المثناة