responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 26

سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ[1] و هذه استعارة و المراد بسكرة الموت هاهنا الكرب الذي يتغشى المحتضر عند الموت فيفقد له تمييزه و يفارق معه معقولة فشبه تعالى ذلك بالسكرة من الشراب إلا أن تلك السكرة منعمة و هذه السكرة مولمة و قوله تعالى‌ بِالْحَقِ‌ يحتمل معنيين أحدهما أن يكون و جاءت بالحق من أمر الآخرة حتى عرفه الإنسان إما اضطرارا أو رآه جهارا و الآخر أن يكون المراد بالحق هاهنا أي بالموت الذي هو الحق و قوله تعالى‌ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ و هذه استعارة و المراد بها ما يراه الإنسان عند زوال التكليف من أعلام الساعة و أشراط القيامة فيزول عنه اعتراضات الشكوك و شبهات‌[2] الأمور فيصدق بما كذب و يقر بما جحد و يكون كأنه قد نفذ بصره بعد وقوف و أحد بعد كلال و نبو فهذا معنى قوله تعالى‌ إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى‌ لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ فيكون المعنى لمن كان له قلب ينتفع به لأن من القلوب ما لا ينتفع به إذا كان مائلا إلى الغي و منصرفا عن الرشد باتباع الهوى و معنى‌ أَلْقَى السَّمْعَ‌ أنه بالغ في الإصغاء إلى الذكرى و أشهدها قلبه فكان كالملقي إليها سمعه دنوا من سماعها و ميلا إلى قائلها قوله تعالى‌ وَ لا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ التي تلوم النفوس في يوم القيامة على تقصيرهن في التقوى أو التي لا تزال تلوم نفسها و إن اجتهدت في الإحسان.

وَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِ‌ أَنَّ الْمُؤْمِنَ لَا تَرَاهُ إِلَّا لَائِماً نَفْسَهُ وَ أَنَّ الْفَاجِرَ يَمْضِي قَدَماً لَا يُعَاتِبُ نَفْسَهُ‌[3].

بَعْضُهُمْ‌

رَجَائِي ظَمْآنُ بِبَابِكَ فَاسْقِهِ‌

فَإِنِّي نَبْتٌ قَدْ تَوَلَّيْتَ زَرْعَهُ‌


[1] حاد عن الشي‌ء تنحّى و بعده.

[2] في بعض النسخ‌[ مشتبهات‌].

[3] مضى قد ما بضمتين: المضى أمام، يقال مضى قدما.

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست