responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 25

يدعو إلى المصالح و المحاسن و الهوى يدعو إلى المفاسد و المقابح فلو اتبع الحق قائد الهوى لشمل الفساد و عم الاختلاط و خفضت‌[1] أعلام الهداية و رفعت منارات الغواية. في قوله تعالى‌ أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ‌ و هذه استعارة و مبناها على أصل معروف في كلام العرب و هو تسميتهم المغتاب بأكل لحوم الناس حتى قال شاعرهم.

و إن أكلوا لحمي وفرت لحومهم‌

و إن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا

و قال حسان بن ثابت في مرثية ابنة له‌

حصان رزان لا ترن بريبة

و تصبح غرثى من لحوم الغوافل‌[2]

أي تمسك عن غيبة النساء الغافلات عن غيبتها فيكون بإمساكها عن الغيبة التي يسمى صاحبها آكل لحم صاحبه كأنها غرثى أي جائعة لم تطعم شيئا و قوله تعالى‌ فَكَرِهْتُمُوهُ‌ أي عافته نفوسكم. و قال بعضهم تلخيص هذا المعنى أن من دعي إلى أكل لحم أخيه ميتا فعافته نفسه و كرهته من جهة الطبع فإنه ينبغي إذا دعي إلى غيبة أحد أن تعاف ذلك نفسه من جهة عقله فيجب أن يكره هذا عقلا كما كره الأول طبعا لأن داعي العقل بالاتباع أولى من داعي الطبع إذ كان الطبع أعمى جاهلا و داعي العقل بصيرا عالما و كلاهما في صفة الناصح إلا أن نصح العقل سليم مأمون و نصح الطبع ظنين مدخول قوله تعالى‌ وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَ نَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ استعارة و الوريد هو العرق الذي يسمى حبل العاتق و هما وريدان عن يمين العاتق و عن شمالها و أراد الله سبحانه أن يعلم غيب الإنسان و وساوس إضماره و مخفي أسراره و كأنه باستبطانه ذلك منه أقرب إليه من وريده لأن العالم بخفايا قلبه أقرب إليه من عروقه و عصبه و ليس القرب هاهنا من جهة المسافة و المساحة و لكن من جهة العلم و الإحاطة و قوله تعالى‌ وَ جاءَتْ‌


[1][ فى بعض النسخ‌] خففت

[2] حصان كسحاب عفيفة او متزوجة رزن ككرم، وقر و هو رزين و رزان. غرث كفرج جاع فهو غرثان و امراة غرثى.

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست