الظن و الشك و التجويز
نظائر إلا أن الظن فيه قوة على أحد الأمرين دون الآخر و حده ما قوي عند الظان كون
المظنون على ما ظنه تجويزه أن يكون على خلافه فبالتجويز ينفصل من العلم و بالقوة
ينفصل من الشك و التقليد و غير ذلك في قوله تعالى وَ أَمَّا الَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ فسمي الشك مرضا
لأنه فساد يحتاج إلى علاج كالفساد في البدن الذي يحتاج إلى مداواة و مرض القلب
أعضل و علاجه أعسر و دواؤه أعز و أطباؤه أقل و الرجس و النجس واحد و سمي الكفر
رجسا على وجه الذم له و إنه يجب تجنيبه كما يجب تجنيب الأنجاس و إنما أضاف الزيادة
إلى السورة لأنهم يزدادون عندها و مثله كفى بالسلامة داء كما قال الشاعر
أرى بصري قد رابني بعد صحة
و حسبك داء أن تصح و تسلما
في قوله سبحانه و تعالى وَ لَوِ
اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ
فِيهِنَ و هذه استعارة و المراد بها و لو كان الحق موافقا لأهوائهم لفسدت
السماوات و الأرض و من فيهن و لقاد إلى كل ضلة و أوقع في كل مظلمة لأن الحق
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس جلد : 1 صفحه : 24