responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 225

عَنِ اجْتِلَابِ الْمَنَافِعِ إِلَيْهَا وَ رَفْعِ الْمَضَارِّ عَنْهَا وَ اسْتَحَالَ فِي الْعُقُولِ وُجُودُ تَأْلِيفٍ لَا مُؤَلِّفَ لَهُ وَ إِثْبَاتُ صُورَةٍ لَا مُصَوِّرَ لَهَا فَعَلِمْتُ أَنَّ لَهَا خَالِقاً خَلَقَهَا وَ مُصَوِّراً صَوَّرَهَا مُخَالِفاً لَهَا فِي جَمِيعِ جِهَاتِهَا

قال الله تعالى‌ وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ‌[1] و قال تعالى‌ سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ شَهِيدٌ[2] و قال تعالى‌ أَ وَ لَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْ‌ءٍ وَ أَنْ عَسى‌ أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ‌[3] و قال تعالى‌ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى‌ فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى‌ مِنْ فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ‌[4] و هذه الآيات و الكلام دالة على الأمر بالتدبر و التفكر و الاعتبار و النظر فهذا مما يستعان به على تحصيل المعرفة فيثمر لك المحبة و العمل بالطاعات و إن أكثر الناس إنما قصرت أفهامهم عنه لإعراضهم عن التدبر و النظر و اشتغالهم بشهوات الدنيا فالتدبر و النظر في ملكوت الله تعالى هو حقيقة الإيمان إذ ما من ذرة من أعلى السماوات إلى تخوم الأرضين إلا و فيها عجائب آيات دالة على قدرة الله و حكمته و جلاله و عظمته و ذلك مما لا يتناهى بل‌ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً و الأفعال الإلهية كثيرة فلنذكر أقلها و أحقرها و أصغرها و ننظر في عجائبها فأقل المخلوقات هو الأرض و ما عليها و هو بالإضافة إلى ملكوت السماوات أقل شي‌ء و أحقره فإنك إن نظرت فيها من حيث الجسم و العظم في الشخص فالشمس على ما ترى من صغر حجمها هي مثل أضعاف الأرض فانظر إلى صغر الأرض بالإضافة إليها ثم انظر إلى صغر الشمس بالإضافة إلى فلكها التي هي مركوزة فيها فإنها لا نسبة لها إليه و هي في السماء الرابعة و هي صغيرة بالإضافة إلى ما فوقها من السماوات ثم السماوات السبع في الكرسي كحلقة في فلاة و الكرسي في العرش كذلك فهذا نظر إلى ظاهر الأشخاص‌


[1] سورة الذاريات آية 21.

[2] سورة فصلت آية 53.

[3] سورة الأعراف آية 185.

[4] سورة الملك آية 4.

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست