فالعالم من فقه عن الله
أمره و نهيه و علم من صفاته ما أحبه و ما كرهه و هكذا يكون العالم
بيان فضيلة التوكل
قال الله تعالى وَ عَلَى
اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[1] و قال وَ عَلَى
اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ[2] و قال تعالى وَ مَنْ
يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ[3] و قال تعالى إِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ[4] و أعظم مقام
موسوم بمحبة الله تعالى صاحب التوكل و مضمون بكفاية الله ملابسه[5] فمن يكن الله حسبه و مكافيه و محبه و
مراعيه فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً و قد قال الله تعالى أَ لَيْسَ
اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ[6] فطالب الكفاية
من غيره هو التارك للتوكل و هو مكذب بهذه الآية قال الله تعالى وَ مَنْ
يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[7] أي عزيز لا يذل
من استجار به و لا يضيع من لاذ بجنابه و التجأ إلى زماره و حكيم أي لا يغضى[8] عن تدبير من
يتوكل على تدبيره و قال الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
عِبادٌ أَمْثالُكُمْ[9] بين أن كل ما
سوى الله مسخر حاجته[10] مثل حاجتك
إليه فكيف لا يتكل عليه و كلما ذكر في القرآن من التوحيد فهو تنبيه على قطع
الملاحظة عن الاتكال على غير الله