نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس جلد : 1 صفحه : 220
و أهمل العمل و إن كان كيسا قال أ تذكرني فضائل العلم و
تنسيني ما ورد في العالم الفاجر الذي لا يعمل بعلمه كقوله تعالى كَمَثَلِ
الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ[1] و كقوله تعالى مَثَلُ الَّذِينَ
حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ
أَسْفاراً[2] فأي خزي أعظم
من التمثيل بالكلب و الحمار
فما أوردناه لا يوافق
العالم الفاجر بل ما ورد في فضل العلم يوافقه فيميل الشيطان قلبه إليه و إلى ما
يهواه و ذلك عين الغرور فإنه إن نظر بعين البصيرة فمثاله ما ذكرناه و إن نظر بعين
الإيمان فالذي أخبره بفضيلة العلم هو الذي أخبره بذم العالم السوء و إن حالهم عند
الله أشد من حال الجهال. و مثل العالم بالله و صفاته و أسمائه و هو يهمل العمل و
يضيع أمر الله تعالى و حدوده مثل من أراد خدمة ملك فعرف الملك و عرف أخلاقه و
أوصافه و لونه و شكله و طوله و عرضه و عادته و مجلسه إلا أنه قصد خدمته و هو ملابس
لجميع ما يغضب عليه و عاطل عن جميع ما يحبه من زي[3] و هيئة و حركة و سكون متلطخا بجميع
ما يكرهه الملك متوسلا إليه بمعرفته له و نسبه و اسمه و صورته و عادته في سياسة
غلمانه فهذا مغرور جدا إذ لو أضاف إلى معرفته باسمه و نسبه و عادته التلبس
بمحبوباته و الامتثال لأمره لكان ذلك أقرب إلى نيل المراد من قربه و الاختصاص به
غير أن تقصيره في التقوى و اتباعه الشهوات يدل على أنه لم يكن له من معرفة الله
تعالى إلا الأسامي دون المعاني إذ لو عرف الله حق معرفته لخشيه و اتقاه فلا يتصور
أن يعرف الأسد عاقل