responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 219

باب ما جاء في أهل العلم المغترين‌

العلماء الذين أحكموا العلوم الشرعية و العقلية و تفقهوا فيها و اشتغلوا بها و أهملوا الطاعات و اجتناب المقبحات و اغتروا بعلمهم أنهم عند الله بمكان فلو نظروا بعين البصيرة علموا أن العلم علمان علم بالله تعالى و صفاته و علم بالحلال و الحرام و معرفة أخلاق النفس المذمومة و المحمودة و كيفية علاجها فهي علوم لا تراد إلا للعمل و لو لا الحاجة إلى العمل لم يكن لهذه العلوم فائدة فكل علم يراد للعمل فلا فائدة له إلا العمل فمثال ذلك كمريض به علة لا غنى به عن دواء مركب من أخلاط كثيرة لا يعرفها إلا حذاق الأطباء فيسعى في طلب الطبيب بعد أن سافر عن وطنه حتى عثر على طبيب حاذق فعلمه الدواء و فصل له الأخلاط و أنواعها و مقاديرها و معادنها التي منها تجلب و علمه كيفية دق كل واحد منها و كيفية الخلط و العجن فيتعلم ذلك منه و يكتب منه نسخة حسنة بخط حسن و يرجع إلى بيته و هو يكررها و يقرؤها و يعلمها المرضى و لم يشتغل بشربها و استعمالها أ فترى أن ذلك يغني عنه من مرضه شيئا هيهات لو كتب منه ألف نسخة و علمه ألف مريض و كرره كل ليلة ألف مرة لم يغنه ذلك عن مرضه شيئا إلى أن يزن الذهب و يشتري الدواء و يخلطه كما تعلم و يشربه و يصبر على مرارته و يكون شربه في وقته و بعد تقديم الاحتماء و جميع شروطه فمن ظن أن ذلك يكفيه و يشفيه فقد ظهر غروره و هكذا الفقيه الذي أحكم علم الطاعات و لم يعملها و أحكم علم الأخلاق المحمودة و لم يتصف بها فهو مغرور قال الله تعالى‌ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها[1] و لم يقل قد أفلح من يعلم كيفية تزكيتها و كتب علمها و علمها الناس و عند هذا يقول له الشيطان لا يغرنك هذا المثال فإن العلم بالدواء لا يزيل المرض و إنما مطلبك القرب من الله و ثوابه و العلم يجلب الثواب و يتلو عليه الأخبار الواردة في فضائل العلم فإن كان المسكين معتوها[2] مغرورا وافق ذلك مراده فاطمأن إليه‌


[1] سورة الشمس.

[2] المعتوه اسم مفعول من عته عتها بفتحتين و عتاهية بتخفيف الياء من باب علم: نقص عقله.

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست