نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس جلد : 1 صفحه : 216
تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ
يترجحون فيها من رجا
شيئا طلبه و من خاف شيئا هرب منه و الاتكال على الأماني بضائع النوكى[1] و هو فعل
المغرورين بالله وَ سَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ
أَضَلُّ سَبِيلًا وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ و عند ذلك يقولون رَبَّنا
أَبْصَرْنا وَ سَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً أي علمنا أنه ليس يحصل
في الآخرة ثواب و أجر إلا بعمل صالح فارجعنا نعمل صالحا فقد علمنا الحقيقة وَ أَنْ
لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى و كُلَّما
أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ أ لم يسمعكم
سنة الله في عباده و أنه تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ و أن كل نَفْسٍ بِما
كَسَبَتْ رَهِينَةٌ فما الذي غركم بالله بعد أن سمعتم و عقلتم قالُوا لَوْ
كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ فَاعْتَرَفُوا
بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ. قال[2] فإن قلت فأين مظنة الرجاء و موضعه المحمود[3] اعلم أنه
محمود في موضعين أحدهما في حق العاصي المنهمك إذا خطرت له التوبة فقال له الشيطان
فأنى تقبل توبتك فقنطه من رحمة الله فيجب عند هذا أن يقمع القنوط بالرجاء و يتذكر
أن الله كريم يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ^ و أن التوبة طاعة تكفر
الذنوب. قال الله تعالى يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا
تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَ أَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا
لَهُ[4] أمرهم بالإنابة وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ
لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ[5] فإذا توقع
المغفرة على التوبة فهو راج و إن توقع المغفرة مع الإصرار فهو مغرور فيجب أن يعين
نفسه على أداء الفرائض و فضائل الأعمال فيرجي نفسه نعيم الجنة و ما وعد الله
الصالحين حتى ينبعث من الرجاء نشاط العبادة و يقبل على العبادة و الأعمال الصالحة
و يتذكر قوله تعالى قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ