جِيفَةٌ مَذِرَةٌ[1] وَ أَنْتَ بَيْنَ ذَلِكَ تَحْمِلُ عَذِرَةً فَمَضَى الْمُهَلَّبُ وَ تَرَكَ مِشْيَتَهُ تِلْكَ
وَ قَالَ مُجَاهِدٌ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَيْ يَتَبَخْتَرُ
بيان فضيلة التواضع
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا زَادَ اللَّهُ عَبْداً بِعَفْوٍ إِلَّا عِزّاً وَ مَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَ مَعَهُ مَلَكَانِ وَ عَلَيْهِ حِكْمَةٌ[2] يُمْسِكَانِهِ بِهَا فَإِنْ هُوَ رَفَعَ نَفْسَهُ جَذَبَاهَا ثُمَّ قَالا اللَّهُمَّ ضَعْهُ وَ إِنْ وَضَعَ نَفْسَهُ قَالا اللَّهُمَّ ارْفَعْهُ
وَ قَالَ طُوبَى لِمَنْ تَوَاضَعَ فِي غَيْرِ مَسْأَلَةٍ[3] وَ أَنْفَقَ مَالًا جَمَعَهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ وَ رَحِمَ أَهْلَ الذُّلِّ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ خَالَطَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَ الْحِكْمَةِ
وَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الْمَدَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ عِنْدَنَا بِقُبَا[4] وَ كَانَ صَائِماً فَأَتَيْنَاهُ عِنْدَ إِفْطَارِهِ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ وَ جَعَلْنَا فِيهِ شَيْئاً مِنْ عَسَلٍ فَلَمَّا رَفَعَهُ وَ ذَاقَهُ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْعَسَلِ فَقَالَ مَا هَذَا قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلْنَا فِيهِ شَيْئاً مِنْ عَسَلٍ فَوَضَعَهُ وَ قَالَ أَمَا إِنِّي لَا أُحَرِّمُهُ وَ مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ وَ مَنْ تَكَبَّرَ وَضَعَهُ وَ مَنِ اقْتَصَدَ أَغْنَاهُ اللَّهُ وَ مَنْ بَذَّرَ أَفْقَرَهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ اللَّهِ أَحَبَّهُ اللَّهُ
وَ رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَيْتِهِ يَأْكُلُونَ فَقَامَ سَائِلٌ عَلَى الْبَابِ وَ بِهِ زَمَانَةٌ[5] يُتَكَرَّهُ مِنْهَا فَأَذِنَ لَهُ فَلَمَّا دَخَلَ أَجْلَسَهُ عَلَى فَخِذِهِ ثُمَّ قَالَ اطْعَمْ وَ كَانَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ اشْمَأَزَّ مِنْهُ وَ تَكَرَّهَهُ فَمَا مَاتَ حَتَّى كَانَتْ بِهِ زَمَانَةٌ مِثْلُهَا
وَ قَالَ ص خَيَّرَنِي رَبِّي بَيْنَ أَمْرَيْنِ عَبْداً رَسُولًا وَ مَلِكاً نَبِيّاً فَلَمْ أَدْرِ أَيَّهُمَا أَخْتَارُ وَ كَانَ ضَيْفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ جَبْرَئِيلَ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَقَالَ تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ فَقُلْتُ عَبْداً رَسُولًا
وَ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى ع إِنَّمَا أَقْبَلُ صَلَاةَ مَنْ تَوَاضَعَ لِعَظَمَتِي وَ لَمْ
[1] المذر بكسر الذال: الفاسد و الخبيث.
[2] الحكمة- بفتحتين: ما أحاط بحنكى الفرس من لجامه.
[3] بعض النسخ[ فى غير مسكنة].
[4] قبا بالضم و القصر: موضع قرب المدينة.
[5] الزمانة بفتح الزاى: العاهة. تعطيل القوى. عدم بعض الأعضاء.