نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس جلد : 1 صفحه : 190
غايته أن يقابل شهوتها بكراهة استتارها من معرفة العواقب و
علم الدين و أصول الإيمان بالله و اليوم الآخر فإذا فعل ذلك فهو الغاية في أداء ما
كلف لأن الخواطر المهيجة للرياء هي من الشيطان و الرغبة و الميل بعد ذلك من خواطر
النفس و الكراهة من الإيمان و من إيثار العقل[1]
فينبغي أن لا يزال الكراهة مقابلة للشهوات ليقمعها عن القلب فالهلاك في حب
الشهوات
إلا أن هذه درجة عظيمة
لا ينالها كل أحد و لا يخلو الإنسان عن ذنوب بقلبه أو بجوارحه و هو يخفيها و يكره
اطلاع الناس عليها لا سيما ما تختلج به الخواطر في الشهوات و الأماني و الله مطلع
على جميع ذلك فإرادة العبد لإخفائه عن العبيد ربما يظن أنه رياء محظور و ليس كذلك
بل المحظور أن يستر ذلك ليرى الناس أنه ورع و أنه خائف من الله تعالى مع أنه ليس
كذلك فهذا هو ستر المرائي و أما الصادق الذي لا يرائي له أن يستر المعاصي و يصح
اغتمامه باطلاع الناس عليه من ذلك أن يفرح بستر الله عليه و إذا افتضح اغتم لذلك
بهتك ستره في الدنيا و خاف أن يهتك ستره في الآخرة إذ