فهذه أحوال السلف و
نعتهم و فيهم من الفضل أكثر مما وصفناه فبالله أ كذلك أنت و سأصف أحوالك أيها
المفتون و ذلك أنك تطغى عند الغنى و تبطر في الرخاء و تمرح[2] عند السراء و تغفل عند شكر ذي
النعماء و تقنط عند الضراء و تسخط عند البلاء نعم و تبغض الفقر و تأنف من المسكنة
و ذلك فخر المرسلين و أنت تأنف من فخرهم و تذخر المال و تجمعه خوفا من الفقر و ذلك
من سوء الظن بالله تعالى و قلة اليقين بضمانه و كفى به إثما و عساك أن تجمع المال
لنعيم الدنيا و زهرتها و شهواتها و لذاتها