responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 179

أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَ اسْتَمْتَعْتُمْ بِها

و أنت في غفلة قد حرمت نعيم الآخرة بسبب نعيم الدنيا فيا لها حسرة و مصيبة نعم و عساك تجمع المال للتكاثر و العلو و الفخر و الزينة في الدنيا. و قد بلغنا أن من طلب الدنيا ليكاثر بها أو ليفاخر بها لقي الله تعالى و هو عليه غضبان و أنت غير مكترث‌[1] لما حل بك من غضب الله حين أردت التكاثر و العلو نعم و عساك المكث في الدنيا أحب إليك من النقلة إلى جوار الله تعالى و أنت تكره لقاء الله تعالى و الله للقائك أكره و أنت في غفلة و عساك أن تأسف على ما فاتك من عرض الدنيا

وَ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ‌ مَنْ أَسِفَ عَلَى دُنْيَا فَاتَتْهُ اقْتَرَبَ مِنَ النَّارِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ

و أنت تأسف على ما فاتك غير مكترث بقربك من عذاب الله نعم و لعلك تخرج من دينك أحيانا لتوفير دنياك و تفرح بإقبال الدنيا عليك و ترتاح لذلك سرورا

وَ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ‌ مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ وَ سُرَّ بِهَا ذَهَبَ خَوْفُ الْآخِرَةِ مِنْ قَلْبِهِ‌

و عساك مصيبتك في معاصيك أهون من مصيبتك في انتقاص دنياك نعم و خوفك من ذهاب مالك أكثر من خوفك من الذنوب و عساك ترضى المخلوقين بمساخط الله كيما تكرم و تعظم ويحك فكأن احتقار الله لك في القيامة أهون من احتقار الناس إياك و عساك تخفي من المخلوقين مساويك و لا تكترث باطلاع الله عليك فيها و كان الفضيحة عند الله أهون عليك من الفضيحة عند الناس و كان العبد عندك أعلى قدرا من الله‌

قِيلَ‌ صَحِبَ رَجُلٌ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ع فَقَالَ أَكُونُ مَعَكَ وَ أَصْحَبُكَ فَانْطَلَقَا فَانْتَهَيَا إِلَى شَطِّ نَهَرٍ فَجَلَسَا يَتَغَذِّيَانِ وَ مَعَهُمَا ثَلَاثَةُ أَرْغِفَةٍ فَأَكَلَا رَغِيفَيْنِ وَ بَقِيَ رَغِيفٌ فَقَامَ عِيسَى ع إِلَى النَّهَرِ فَشَرِبَ مَاءً ثُمَّ رَجَعَ فَلَمْ يَجِدِ الرَّغِيفَ فَقَالَ لِلرَّجُلِ مَنْ أَخَذَ الرَّغِيفَ قَالَ لَا أَدْرِي قَالَ فَانْطَلَقَ وَ مَعَهُ صَاحِبُهُ فَرَأَى ظَبْيَةً مَعَهَا خِشْفَانِ‌[2] لَهَا فَدَعَا أَحَدَهُمَا فَأَتَاهُ فَذَبَحَهُ فَأَشْوَى مِنْهُ فَأَكَلَ هُوَ وَ ذَلِكَ الرَّجُلُ ثُمَّ قَالَ لِلْخِشْفِ قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ فَقَامَ فَذَهَبَ فَقَالَ لِلرَّجُلِ أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَرَاكَ هَذِهِ الْآيَةَ مَنْ أَخَذَ الرَّغِيفَ قَالَ لَا أَدْرِي ثُمَّ انْتَهَيَا إِلَى وَادِي مَاءٍ


[1] اكترث للامر: بالى به يقال: هو لا يكترث لهذا الامر اي لا يعبأ به و لا يباليه.

[2] الخشف بتثليث الخاء: ولد الظبى أول ما يولد.

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست