و أنت في غفلة قد حرمت
نعيم الآخرة بسبب نعيم الدنيا فيا لها حسرة و مصيبة نعم و عساك تجمع المال للتكاثر
و العلو و الفخر و الزينة في الدنيا. و قد بلغنا أن من طلب الدنيا ليكاثر بها أو
ليفاخر بها لقي الله تعالى و هو عليه غضبان و أنت غير مكترث[1] لما حل بك من غضب الله حين أردت
التكاثر و العلو نعم و عساك المكث في الدنيا أحب إليك من النقلة إلى جوار الله
تعالى و أنت تكره لقاء الله تعالى و الله للقائك أكره و أنت في غفلة و عساك أن
تأسف على ما فاتك من عرض الدنيا
و عساك مصيبتك في معاصيك
أهون من مصيبتك في انتقاص دنياك نعم و خوفك من ذهاب مالك أكثر من خوفك من الذنوب و
عساك ترضى المخلوقين بمساخط الله كيما تكرم و تعظم ويحك فكأن احتقار الله لك في
القيامة أهون من احتقار الناس إياك و عساك تخفي من المخلوقين مساويك و لا تكترث
باطلاع الله عليك فيها و كان الفضيحة عند الله أهون عليك من الفضيحة عند الناس و
كان العبد عندك أعلى قدرا من الله